الخميس، 8 سبتمبر 2016

القطن( طويل و قصير) التيلة ......عرضحال نعي العدالة .


ظللت  متابعاً (سِيرة ) ملف شركة الأقطان ، التي شغلت الرأي العام طويلاً بل توالت  معلوماتها تتسرب هنا وهناك لتكشف عن نموذج راسخ للفساد يصلح كمدخل لدراسة ـ تفصيلية بل لا غرو عن مقاربتها حسب إحداثياتها  ب( فيروس نقص المناعة) فقد ولغ فيها شخصيات شغلت مناصب رفيعة  و مهمة بالدولة ,تدثروا بالحصانات التي ظنوا أنها ستسر عوراتهم ...لكن خاب فألهم  فالقطن( طويل وقصير)  التيلة أبت خيوط نسجه أن تفعل ذلك ، فهي سليلة تاريخ مجيد اكتسبت مناعتها ضد (البكان الهش) من نضالات المزارعين و عرق عمال (الكنابي ).
يبدو أن فرعية  الأقطان الشرعية قررت أنابه عن نقابة المزارعين للأقطان , تقديم نموذج بالكشف عن أخطبوط الفساد الرابط علي صدر الوطن , تقارير المراجع العام طيلة سنوات مضت ظلت تنظر بعين الرضا لمؤسسات مثل المحكمة الدستورية والهيئة القضائية ، و هو ظن حسن يمكن ترجيحه دون أدني تردد، لكن كما يقول  المثل الشعبي (تحت السواهي دواهي)  فهاهي (أم الحسن تربك جموع المباركين يوم جديدها ) بما أتته من كارثة لا ينفع معها مبضع جراح  فهي أصابه في (لب الكرامة) و في أوان خريف العمر .
لا أود الخوض في سيرة من ولغوا يحللون رزقاً ليس لهم بطرق لا يمكن لها  الصمود تحت أشعة الشمس , ففي تقديري أن ما وراء السطور أكبر بكثير من المبالغ التي خرجت مهرولة في  الوسائط  ففترت المطابع و( مفاتيح اللوحات ) من الضغط علي الأصفار التي تلت الأرقام الصحيحة ، فالأمر يشير الي أن إستغلال النفوذ بشكل أبعد من الهفوات بل بطريقة ممنهجة وأدوار مدروسة لموظفين (مستقلين ) حسب الوصف الوظيفي , و هي  الكارثة  علي وزن (أم الكبائر) 
الذين زاغت أعينهم أمام تكرار الأصفار و دخل  الي ذممهم هم المنوط بهم حفظ حقوق الشعب والفصل بينه  وفقاً للقانون ، و تقدير الخطر الداهم علي الوطن ، ببساطة باب الوطن كان (فاتح شارع) لكن أعداءه الذين يقصدونه في دينه وعرضه كما ظل يرددها قادتنا البواسل بمناسبة أو بدونها كانوا في غفلة من أمرهم أو ربما أحسنوا الظن فيهم تقديراً لهيبة الوظيفة التي ترتفع في تقدسيها الي مهتم الرسل ، عفواً ايها المتربصون بالوطن  (الجنينة ، غفيرها نائم) و في رواية  أخري (الخفير صرعه أرضاً خيوط القطن ).
الأمر الثاني دائرة تحرك الملف  تشير بوضوح الي أن مراتب الفساد متعددة، و لها درجات تحددها لقيمتها المادية ،  للأسف أن يكون تقترن سمعة من كانوا  سدة مؤسسات تمثل ضلع مهم في بنية الدولة ,بأفعال، لا  يجرؤ  أن يفعلها موظف فاسد في مدخل الخدمة , فعلا  العين الصغيرة في الفساد( بتجي)  الطيش ، فها هي المؤسسات التي كان يمكن أن يؤكل إليها عملية المراقبة والإصلاح مستقبلاً  تحتاج الي وقفة جادة .
قرأت ما سطره وزير العدل السابق الأستاذ عبد الباسط صالح سبدرات  ونشرته الأسافير الي القبل الأربعة  ، كرسالة للوزير الحالي الأستاذ محمد بشارة دوسة (يطاعنه) في  انتهاك سرية الإجراءات بعرض الملف  علي المجلس الوطني , مجمل الخطاب من الألف الي الياء جعلني أستدعي طرفة إفريقية مفادها ( أن أحدهم أدمن الكحول  فأوصاه الطبيب بالتوقف عن الشرب , تبرع صديقه
 مراقباً له فلم يكن يتورع في دلق ما تقع عليه عينيه في محاولاته المتكررة للاحتساء سراً ،في أحد الأيام بعد أن مارس الصديق وصايته و روي الأرض بما أخذه عنوة من بين أكف صديقه (الممنوع بأمر الطبيب)  ,  الا أنه باغته بحرقة  قائلاً دلقتها أيها القديس الصالح ، فهو علي يقين أنه الأخر( الدالق علي الدوام)  يحتسي بمزااااج  لكن بعيد عنه ).

يبدو أن ملف شركة الاقطان سيفاجئنا بالكثير المثير ولا غرو في ذلك فهي سليلة  سيرة نضالية شديدة الحساسية تجاه الصاح . 

ليست هناك تعليقات:

عبدالكريم "أبوسروال" : وداعك علي خاطر الإنتظار (5-5)

أبوذكيه الذي بدا حياته بالنقل البحري لينتهي به الحال تاجرا بالكنغو تتردد سيرته كثيرا، سالته يا عبدالكريم قالوا كنت من السواقين بين الكنغ...