الاثنين، 5 سبتمبر 2016

منطقة أببي ..... النعامة التي لا تدفن رأسها

 وضع إقليم اببي تبعيته الادارية لا يزال  معلقا علي تماس  الارادة السياسية  لدولتي السودانيين او طرفي اتفاق السلام الشامل 2005م سابقا السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان ، و لعل ذاك الوضع نتاج مباشر  للطريقة التي ظلت تسيطر علي مسار التفاوض الذي انصب جهده في تشخيص الازمة وفقا لإحداثيات جغرافية  أمتدت خطوطها  جنوبا من (جوبا) الي (الخرطوم ) شمالاً في حركة عكسية دون المرور  و  إيلاء الانتباه لمحطات وقضايا مهمة تمثل جزء من الصورة الكبيرة للازمة ،  بل سارت وفقاً  لخطط الخبراء الأجانب الذين ظلوا يرهنون علي معرفة منقوصة للواقع السوداني و تشابكات أحواله السياسية و تواريخيه الإجتماعية
 ثنائية الإتفاقية  السلام الشامل 2005م شكلت  أحد أوجه التي انعكست في مخرجاتها اضف  الي ذلك الالتزامات الشفوية التي لم تدرج في صلب الاتفاق  فسقطت عمدا في اوان التنفيذ لتكشف خطل  الركون الي تلك الفلسفة التي تتناقض و خلفية الصراع الذي امتدت دمويته لنصف قرن من الزمان ، أضف إلي ذلك ان البنود التي وضعت ( كقوارب نجاه)  لانقاذ الاتفاق حين الاصطدام بعقبات التنفيذ السلس مثل حق تقرير المصير لجنوب السودان  الذي يمكن التغبير عنه بالمخرج  ذي الاتجاه الواحد  ، مجمل هدف الاتفاق انصب لوضع حد للصراع بين الخرطوم و جوبا  لكن صيغة التجزئة للحلول مهدت لكي  تسارع  الاجزاء غير الواعقة تحت ذات النظاق بالصعود الي السطح   مثل وضع منطقة أبيي وإقليمي  جبال النوبة والنيل الأزرق  لتتغير جغرافية الصرراع الي خطوط طول وعرض جديدة  مع ثبات في محركات الصراع و تغير طفيف في الاطراف .
كما اشرت الي أن أزمة منطقة ابيي ظلت احد القضايا العالقة بين طرفي الاتفاق بعد انقضاء  الفترة الزمنية التي تعاهد عليها الطرفان ،  أهمية  ابيي من الناحية الديمغرافية  تمثل منطقة حيوية للتواريخ المشتركة  بين شعوبها التي تاترت حيواتها بالصراع   طيلة ال50 عاماً من العام  التي مثلتها فترتي الحرب أبتداء من العام أحداث توريت في العام 1955م .
وفقا لذلك فقد ظل استقرار حياه شعوب المنطقة سواء من دينكا نقوق بعشائرها و المسيرية ببطونها رهينة بحالة الحرب فكل طرف كان يمثل جغرافيا  ( جنوبا و شمالا) نقطة التماس التي تشكل صمام امان جغرافي للطرف الاخر  الامر الذي ادي الي عسكرة نسبية لمجتمعاتها التي ظلت علي اهبة الاستعداد للانخراط في الصراع وفقا لاحداثيات وقوفها منه ، الاهمال التاريخي لتقديم الخدمات مثلت  العامل المشترك بينهما بغض النظر  عن منصة وقف اي منهما من الصراع .
 قصور اتفاقية السلام 2005م انعكس في وقت مبكر  في حالة منطقة ابيي ا نتيجة للاستقطاب السياسي من الطرفي الصراع الذي ظب يغفل استصحاب التواريخ الاجتماعية  في سياق الحل ، كما مثل ذلك  قفزة فوق الحقائق فالحل الناجع لا يفغل دور اصحاب الشان في التعبير عن ارائهم و اقتراحاتهم فذلك هما يمثل ضمانة الالزام و يدفع التنفيذ الي بر الامان ، اضف الي ذلك ان فلسفة الاتفاقية التي حاولت الوصول الي صيغ نسبية للحول لا يمكن تطبيقها علي كل القضايا لاختلاف ظواهر نشاة صراعاتها ، رغم ذلك فقد عجزت المبادرات السياسية اللاحقة للاتفاقية في احداث اختراق يمكن ان يقود الي افق يساعد في حل الازمة  مرد ذلك التصريحات التقريرية التي تراهن علي تواريخ زمنية ظلت تستهدف تحديد هوية الارض وفقا لذلك في اغفال الي ان العلاقات التي نشات تاريخيا بين شعوب المنطقة لم تعد رهينة الانتماء ( للتواريخ الزمنية) لانها ببساطi ة انتجت فيها التواريخ الاجتماعية خارطة جديدة لا يمكن التعامل معها بادوات المساحة للتقرير في الحدود الفاصلة .
الهوية السياسية التي صبعتها  ( الخرطوم – جوبا)  علي المنطقة لم يقابلها تقديم ما يرغب في تبنيها من خدمات تدفع الي احساس بالانتماء المحمول علي علاقة المواطنة التي تفرض علي احد اطرافها تقديم  الرفاهية للطرف الاخر بل تمت التعبئة السالبة عبر عسكرية للحياه  الاجتماعية التي افرزت صراعات مسلحة بين شعوب المنطقة( المسيرية والدينكا)   الي درجة التدخل لابتعاث بعثة لخفظ السلام بالمنطقة  التي شكل قوامها القوات الاثيوبية التي استطاعت ان تعمل بفعالية يمكن معها وصفها بأكفأ بعثة لحفظ السلام في التاريخ الحديث
 بالنظر لظروف العيش بالمنطقة يتضح من الوهلة الاولي الصيغة التفاعلية بين  ( الدينكا و المسيرية) نسبة للموارد المشتركة التي دون التوافق علي استغلاها المشترك لسينتهي الامر بالطرفيين الي ظروف تتضاءل فيها امكانية البقاء ، فالرعي هو النشاط الاقتصادي للمسيرية و الدينكا معا وهو يتطلب حرية للحركة و الامان ، الحركة التجارية شمالا و جنوبا و الفائدة المتبادلة علاقة ثانية في تلك المعادلة
يمكن التعبير عن وضع منطقة ابيي ان الازمة قد وصلت مرحلة النضج فقد مرت مياه كثيرة تحت الجسر  ، الامر الذي جعل اصحاب الشان من المسيرية والدينكا يبداون النظر الي افق الحلول لازمتهم  بطرق نابعة من  اسس تنتمي ما يربط الطرفين  ، تلك الخطوة جاءت كرد  فعل طبيعي في ظل التلاطم السياسي الذي لم يجني منه الطرفان سوي المزيد من العناء.
منذ سبتمبر  2015م بدات مجموعات المسيرية (العجايرة) و عشائر دينكا نقوق في محادثات ثنائية من اجل الوصول الي سيغ للعيش الاجتماعي الامن فقي المنطقة ، تواصلت اللقاءات الي ان توج بعقد  اجتماع موسع ضم ممثلي للطرفيين في 25 فبراير 2016م بمنطقة (راس النعامة) بابيي و لعل اللافت ان الاجتماع الموسع انعقد دون ممثلي ( للخرطوم أو جوبا) وهو اول نقاط الاتفاق التي سبقت التحصير للاجتماع ، و لعل حسن النوايا الذي اعلنه الطرفيين قد انعكس  في ان المنطقة لم تشهد اي صراعات حلال شهر يناير و حتي انعقاد الاجتماع الامر الذي شجع بعثة حفظ السلام في تسسير دوريات الي المناطق الشمالية من المنطقة التي لم تشهد امرا مماثلا منذ بداية عملها علي الارض ، مضي الامر في يسر و يصل الي اتفاقات استندت الي العيش جنبا الي جنب للمجموعتيين هو امر لا مزايده عليه ، قبل ان ينفذ الامر الي التفاق علي وقف العدئيات ، المحاسبة للمعتدين ، التاميين علي العيش المشترك ، اعادة الاموال المنهوبة من الطرفيين. اجتماع راس النعامة بداية لتاريخ جديد للصراع بمنطقة ابيي لان استطاع اختراق  حالة الجذب التي ظلت تدير محركاتها حالة الاستقطاب السياسي .


ليست هناك تعليقات:

عبدالكريم "أبوسروال" : وداعك علي خاطر الإنتظار (5-5)

أبوذكيه الذي بدا حياته بالنقل البحري لينتهي به الحال تاجرا بالكنغو تتردد سيرته كثيرا، سالته يا عبدالكريم قالوا كنت من السواقين بين الكنغ...