السبت، 3 نوفمبر 2018

عبدالكريم "أبوسروال" : وداعك علي خاطر الإنتظار (5-5)

أبوذكيه الذي بدا حياته بالنقل البحري لينتهي به الحال تاجرا بالكنغو تتردد سيرته كثيرا، سالته يا عبدالكريم قالوا كنت من السواقين بين الكنغو والمناقل اضاف انا كنت بسوق في الرالي بتاع يوغندا لكن ابوذكيه طلب مني "اقيف "  قال لي "هسي كان اتكسرت الفايدة شنو؟ "،
 تعلم ابوسروال السواقه من خاله هاشم في سن مبكره فصار احد ابرع السواقين بين مدينة بازي السودانية الحدودية  و مدينة المناقل حيث  اشتهرت عباره" يا المناقل يا المقابر"  في اشارة الي سرعة السائقين ومهاراتهم في قيادة شاحنات البن والشاي في فترة لا تعدي الثلاثة ايام حيث كانت الشاحنات تقف علي صفحة السودان " اي داخل الحدود السودانية " ليتم شحنها ثم الانطلاق منها
  للسودانيين بالكنغو سير وتواريخ ، ابتسم ثم قال ، من التجار الاستقرو بالكنغو (مصطفي ) أسس محل تجاريا يعاونه فيه صبي كنغولي، و بعد ان  ازدهرت تجارته اوفد احد اقاربه من الخرطوم ليساعده في ادارة المحل ، خاف الصبي  من منافسة الوافد الجديد  فخاطب[1] ( مصطفي ) بعد أن وقف امامه في تأدب يابا انا داير اخش الاسلام !
ادرك ( مصطفي )  الدافع ، داير تخش الاسلام ؟
اي !
مافي خانه فاضية هسي لكن لو طلع زول بندخلك !
عمل عبدالكريم في مجال تجارة البن ووكيلا  لكثير من التجار في شراء البضائع التي ترحل الي الخرطوم و جوبا، دكانه كان ملتقي للسودانيين من السودانين بل كان قبله لحل النزاعات البسيطة يصعب المرور علي المحل و الخروج منع بعد زمن قصير فهنالك دوما ما في الانتظار سواء لقاء شخص جدبد او خبر ما فهو وطن مصغر، في حال الوطن و سير السياسة فهو يميل الي المناكفة و لا سيما حينما يكون طرف الحديث هاشم بدرالدين يتعمد من اجل حرارة الحديث ان يقف علي النقيض منه، مرور رمضان حسن نمر للتحية يقابله بتقدير كبير ، وكذلك  الحال مع أمين حسب الرسول .
الهادي دفع الله الرجل الذي يجعلك تقف بجواره في مودة منذ لقاءك الاول به فهو صنو للبشاشة ، كلماته تخرج محسوبة في مهل لانها تعرف مسارها، عرفته في ديسمبر2008 بمدينة جوبا ، حين يكون في كمبالا فمقره محل عبدالكريم يداوم عليه ، فما ربط بينهما تاريخ وعشره امتدت لاكثر اربعة عقود ، وجوده يحول محل الي منتدي  ففهو أنيق في تخيره الحديث كاناقته  الحديث عن الاناقة والاتزام يجعله يدلف الي الحديث قائلا  كمبالا دي في التمانينات سواق التاكسي كان لازم يلبس كرفته و يتهندم بالاضافة الي الحذاء المغلق ، في ذات النهار  جاء حميد محمد فضل الله " حميدة العربي" السفير الفخري للسودان بالكنغو كنشاسا ليدلف الي المحل لتبدا الضحكة عاليه بينه وعبدالكريم فكلاهما حريف المزاج في الحكي و المجادعة التي تتخلق الي طرف عاليه " نكتين الكيف"
علي مهل جلست  اليه بمنزله بحي منقو في احد ايام عطله نهاية الاسبوع من العام 2014، نادي علي الحارس الشاب قائلا " وي وي -" بالسواحيلية، كان يود تكليفة للقيام بواجب الضيافة، تمنعت عن ذلك متعللا باني علي مايرام،" ثم دارت كاسات " الونسة حكي عن تاريخ مهمل فالرجل و صديقه محمد الملقب بمحمد شندي الذي طاب له المقام بمدينة ممبسا الكينية، فقد تصادف وصولهم الي مدينة كيقالي الرواندية بداية الاحداث التي انتهت بالابادة بين الهوتو والتوتسي، عرج الي ان اجود انواع الشاي كان  تنتجه المزارع التي ملكها الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي برواندا، ثم كيف قاموا بمقايضة اما حملوه من ( خردوات بالشاي و البن.
ياخ شنو حكايتك؟
في شنو يا عبدالكريم
أنت مش حدثتني انك جايب لي اغاني الحقيبة في ذاكرة ؟
  الله ياخ و الله نسيتها !
مالك الحاصل عليك شنو؟
مشاغل الدنيا ثم ضحكنا !
مرت الايام و قصدت منزله حاملاً اليه ذاكرة مترعه باغاني الحقيبه، اكتشفت انه حافظ مجيد لمعظم الاغنيات، فدفع بالفلاش للاستريو الذي يقبع بالقرب من سريرة  قبل ان يبدا في ترديد كشف عن جمال صوته
من فتيح للخور للمغالق
من علايل ابروف للمزالق
قدله يا مولاي خافي حالق
بالطريق الشاقه الترام[2]
لاحظ انشداهي مع ترديده فسالني مبتسما مالك ؟
قلت ليه قبل أسبوع  كنت في ضيافة استاذي وصديقي فيصل الباقر  بمدينة نيروبي  في طريق عودتنا من زيارة بروفسور عبدالوهاب السناري ظل يردد ذات المقاطع لفيصل الاخر صوت جميل ، فاهي احد الاغنيات التي اعشقها تغشي طبله اذني  بردا وسلاما  للمرة الثانية في اسبوع من ايام الله ، البركة فيكم قالها فيصل عند زيارته لكمبالا بعد رحيل عبدالكريم باسبوعين ، قلت ليه ياخ فرقته ما بتتسد ، تتخيل لم اكمل معه ما بدات من توثيق ، رحت احكي له عن حديث عبدالكريم عن الراحل عبدالحكم طيفور القطب الاتحادي  ، وكيف وصل الي الجمعية التاسيسية في اول برلمان سوداني عن دائرة كاجي كاجي ، وعن انشطته التجارية كوكيل حصري لماركة السجائر الاسبورت مان الكينية .
ثم دلفت الي استنهاض ذاكرته عن مدينة بازي اليوغندية التي قصدها التجار السودانيين في 1978 حدثني كما فعل من قبل خالد حبيب الله عن بانقا احمد المصطفي الرائد الذي قصد تلك القرية الصغيرة لتصبح بعد سنوات احد اهم المراكز التجارية في شرق افريقيا الي ان خبا وهجها في العام 1991م نتيجة لتسارع وتيرة الحرب الاهلية بالجنوب و انتقال السيطرة بين الحركة الشعبية و الحكومة السودانية علي مدن حدودية عده، " اضاف بانقا من منطقة وادي الشعير "اضاف في 2004 مشيت سايق جيت عابر بشارع السودان لقيت ليك بازي بقت عبارة عن غابه شارع السودان  بالجانبين  غطاها الشجر .
مقابر المسلمين بحي كلو لو  صدقة لاحد المسلمين الباكستانين ، في تشييع عبدالكريم  نسون حرصن علي القاء الوداع الاخير ، نظرت اليهن عرفت بعضهن ممن يعملن في المحال المجاورة لمحله ، بكين عبدالكريم  بكاء الاب و الاخ ، علقت احداهن  بعد الدفن قائلة بعربي نوبي "  ما كنت قايله انتو بتحبوا يابا شديد "  ، لم يتخلفن كسائر من عرفوه حضور " رفع الفراش" الذي اقيم بمنزل الامين الشاذلي بكمبالا فانخرطن في الطبخ و تحضير الغداء و تقديمه ، ليمضي اسبوع اخر و يجمعنا  خالد حبيب الله في رابع ايام العيد ، تحدثت الي الامين الذي كان  يبدومنهارا رغم تماسكه "الحزن سلطان " ،تحدثنا عن التشيع المهيب و مفاجاه عبدالرحيم لنا بالرحيل ،فقال  باسي و الله الدخلها فينا كلنا ما مرقت لسه !
و الماقي امتلات بدموع النساء و  الرجال بعد صلاه الجنازة عليه  وجدت نفسي اسير الي جانب عم عبدالمنعم احمد الشيخ  " بهلول " الذي اختلط حزنه بالارهاق، نظر الي الجمع الذي زحف حاملا الجثمان ثم التفت الي قائلاً " المحظوظ  يودعوه أصحابه  ".



[1] - إسم غير حقيقي
 مقطع من اغنية ماهو عارف – للراحل خليل فرح [2]

الجمعة، 2 نوفمبر 2018

عبدالكريم "أبوسروال" : وداعك علي خاطر الإنتظار (4- 5)

الاثنين بداية الاسبوع :  صبية سودانيه الهوي جنوبية الجغرافيا تدلف في مهل   الي المحل ثم تسال في ترحاب سكنه العشم  يابا و ين ؟
سندت مريم " حيلها " بكلتا يديها علي الكاونتر الجنوبي قبل ان تخبرها  بسرعه كمن يحاول الهروب من الاقرار  بامر  جلل  " يابا موتو "
فغرت الصبيه فاهها و حاجبي الدهشه ارتفعا لمنح وجهها ملامح إمتزجعت بين "الخلعة" و المباغته ، ثم  إندفعت  حبالها الصوتيه  ، لا ...لا ..لا هو ما مات ما تقولي كده ، ظلت ترددها  في هستيريا و هي ترجع الي الخلف حتي غادرت المحل !
رحل عبدالكريم "أبوسروال" وحمل معه  تاريخيا عريضا ،  مدينة توريت كانت  محطته الأولي كان صغيرا ، جاءها برفقة خاله هاشم الذي علمه احتراف قيادة السيارات  كما ورثه لقب "ابوسروال " ليغيب من التداول اليومي الشفاهي اسمه الكامل  عبدالكريم احمد خير السيد، الحنين الي ايام توريت تبدأ عنده " بحكي مبتهج المزاج " يعرج الي سيره الرئيس الاسبق جعفر محمد نميري ضابطا بحامية توريت ثم رئيسا للسودان ليستخلص طرافه المواقف التي ارتبطت به  وكيف قفز النميري من السيارة التي كانت تقله ثم ترجل ليقف امام احد المستقبلين الذين اصطفوا علي جانبي الشارع ، ليهمس اليه قبل ان يقفل عائدا الي مواكبه
ضحك ابوسروال  حين سالته عن سر الهمس ؟  ، أضاف كان قد ترجاه بعدم مناداته باللقب الذي تعودا عليه في السابق ،  أضاف الزول كان تاجر  وصاحب نميري لما كان ضابط ، ثم عرج الي  الحفل الذي  أحياه كل من  النعام ادم وعشه الفلاتية و خضر بشير بتوريت  قبل يوم من التاريخ المحدد لزيارة نميري الرئيس  ، و كيف أن  حضور الحفل  الذي اقيم دخل الحامية إرتبط بمعرفه " كود سر الليل
 عبدالرحمن الرشيد " فردة جناحه التانية "  عُشرة إمتدت من  توريت الي  جوبا ثم  ، مدن بازي  و اري ورا  بدولة الكنغو ،  مدن كيغالي الرواندية و بجنبورا البورندية محطات لم تاخذ حيزا من المشاهد كما إحتلت كل من  كمبالا ، اليوغندية ونيروبي الكينية  ذاك التاريخ المشترك حمل  بالكثير  من المواقف التي بصمت " بالعشرة "علي " شفتنه " صبا لكليهما.
قلت له : كفارة لعبدالرحمن ربنا ستره .
 ضحك ! ثم اضاف ضربت ليه في المستشفي قلت ليه انت ما بتموت ، لكن بتقتلنا نحن وتقعد ، كان ذلك في العام 2016 حين صدمته شاحنه مسرعه بالطريق السريع " ممبسا – نيروبي" ، اضاف  هو محظوظ السواق طلع صومالي اسعفه للمستشفي ، في احيان كتيرة الناس بتروح فيها لانو السواقين بيخافوا من جرجرة المستشفيات ، ضحك في بعض الحوادث سيادها ببالغوا تلقي الزول ماشغال الشغله بعد شويه يقول ليك عطلتني و انا بكسب في السوق يوميا كده الف شلن ! بس يشم العافية ينسي انو كان قيد خطوة من العبور الي العالم الاخر . .
سيرة عبدالرحمن  لها فعل السحر  فهي تغريه علي استمرار الحكي ، مره سافرنا لجوبا مع بعض سايقين عربية لاندروفر كان عندنا شحنه شاي قدمناها ، لما وصلنا  كان في ركود بعنا الشاي بأجل ، عشان نرجع بلده بازي الكنغوليه و حق البنزين ما ان عندنا ، اها في السوق عرفنا انو في زول صاحبنا  جاب شاي باعه ب( 43,000) الف دولار و راجع مدينة  كايا  اها لاقيناه ، بعد سالمناه سالنا شنو يا جماعه راجعين متين عشان ننزله في كايا التي كانت في طريق سيرنا   ؟
قلنا ليه والله  جاهزين لكن ماعندنا  حق البنزين  ، قام ادانا (3,000 )الف دولار أمريكي " قال خلاص نتحرك العصر قلنا ليه لا بكره الصباح !
الصباح عبدالرحمن قال لي شفت زولك ادانا نحن الإتنين(3,000) الف و ادي فلان براهو ( 2,000) الف دولار" نحن مش اصحابه؟
قلت ليه : اي
اها زولك الصباح جانا جاهز شايل شنطة "سمسنيت " قال يلا  نتحرك .
قلنا ليه القروش الاديتنا ليها امباح انتهت وما لسه مشكله الوقود "البنزين" قائمه ،  بعد ملاواه كب البنزين  ، ثم تحركنا مغادرين جوبا لما جينا  في "تفتيش الكبري " في رسوم عبور ،  رفض قال  كلو كلو ما بدفع !
عبدالرحمن دفعها ثم همس الي زولك " ناشف" اتفقنا نمقلبه  ، قلت لي عبدالرحمن وقف العربية ، بعد وقف  ،قلت ليه اسمع نحن هسي في الخلا  و عارفين انك بعث شاي ب43000الف دولار و اديت فلان كده و علان كده و ادينتا كده و الباقي  في الشنطة دي ، كان الرجل  قد خبا المال وسط ملابسه" ، ضحك ثم قال و الله انتو مصايب ، ثم قرر أن يحسن عاملتنا فدفع نحونا 2000 الفين دولار  مضيفا في حزم انوما حيزيدها ولا سنت ، يبدو أنه كان قد قرر  معاملتنا بصورة جيده حتي يضمن الوصول بسلام الي كايا ، عند اقترابنا منها اوقفت العربية مضيفا " ممكن تنزل هنا عشان نحن نواصل طوالي "  يا هي  كايا اتمشي  ساي احسن ليك .
جاء رده  : ياخ ما تجو تتغدوا معانا في مصطبة عبدالحفيظ قلت لعبد الرحمن داير يودينا قريب التفتيش و يكلم لينا  العساكر فضحك قال عرفتوها اولاد الذين ، بعد وصولنا الي مدينة بازي في المساء حضر الينا نفر  من السودانيين من كايا اكرمناهم  فلم يغادروا الي بعد انتهاء القروش الادانا ليها  ا، عرفنا لاحقا انه هو خطط لارسالهم نكايه بنا
بعد مرور  عده ايام  في احد ساعات الصباح  توقفت قبالتنا  عربية ماركة تايوتا "استاوت " ،  كان هو من يجلي خلف المقود فقد قطع المسافة من كايا الي بازي  بحثا عنا من كايا الي بازي بعد عن غادر الضيوف الذين ارسلهم ، أطلق ضحكة  عاليه وهو ينظر الينا  القروش إنتهت مش ؟
قبل أن نجيب اضاف إنتو دقيتو فيها حجر دغش ؟
ثم أدار محرك العربية عائدا الي كايا .

الاثنين، 29 أكتوبر 2018

عبدالكريم "أبوسروال" : وداعك علي عشم الإنتظار (3-5)

فحينما يدلف الي دكانه عبدالمنعم أحمد الشيخ " بهلول"  بسنون عمره التي تخطت السبعين يضحك ثم يضيف مشيت مدينة "اروا "حيث يقيم بهلول مع اسرته  لقيت سبورة في ال-بيت مكتوب فيها انجليزي سالت ده شنو ؟ ردوا علي عياله دايرين نعلمه الانجليزي، امتدت ضحكته التي شاركها بهلول بابتسامته الوقورة مضيفا قلت ليهم انجليزي شنو ؟بعد شاب دخلوه الكتاب ! هكذا محال معظم  التجار السودانيين الذين وفدوا الي شرق افريقيا اتقنوا اللغات المحلية من اللوقاندا، السواحيلية و اللكبرا والزائيرى "اللنقالا" وعربي نوبي وعربي جوبا لارتباط عملهم في مجال التعامل في البن والشاي ارتبط بالسكن المحليين ، زياره عبدالكريم لمدينة اروا كانت محل احتفاء فالجميع يعرف قدره و يتوق لونسته ، حيث يشكل دكان  "حامد"ملتقي للسودانيين ، في احد النهارات طلب بهلول من ابنه الاتصال بعدالكريم للحضور  لتناول الطعام فقد تصادف ان كان بهلول قد ذبح  الماعز ، حيث لا يفضل اهل شرق افريقيا لحم الخراف بل لعشر سنون مضت كان الجمهور لا يرتاد الجزارات التي تذبح الخراف التي ظلت حكرا علي المسلمين ، تاخر عبدالكريم في الحضور فتركوا له من اللحم ما لم يشبعه ، كان بن بهلول  يودي واجب صب الماء  لغسل يديه اضاف " يابا ما تشيل لينا  دعاء "
فباغته عبدالكريم يا ولدي لحمتكم دي ما بتديكم سورة الاخلاص خلي الدعاء !
يقول خالد حبيب الله احد اصدقاء عبدالكريم، اتعلمنا منه حسن الاستقبال حتي وان كان الشخص الاخر ليس محل ترحيب، عبدالكريم كان بارا بمعارفه ليس في كمبالا وحدها حتي الكنغو لم يتواني في مدهم بالعون بل وصل الي انه يحرص علي مساعدتهم في العلاج، في رمضان 2017أو 1438هجرية امتلا دكانه بالمواد الغذائية التي يبذلها بعض رجال الاعمال السودانيين للمساعدة والتي تزاد في ذاك الشهر  ، ليقوم عبدالكريم بواجب توزيعها علي المحتاجين الذين يعرفهم ، يحرص الا ياخذ اي من اصدقائه شيئا منها ، فهو يبلغ حد الصرامة في الامر ،احد السودانيين الذين قدموا حديثا الي كمبالا يعمل باحد الشركان مر علي محله ليحيحه و يتبضع ثم يضيف يا عبدالكريم ياخ الدنيا رمضان  و بيتي فاتح للافطار 
كتر خيرك لكن احيانا بتبقي صعبة للمحتاج يصل فلو انت عاملها علي سبيل الصدقة في ميز في حي مينقو بيتلموا فيه السودانيين الافضل انك تدعم جهودهم و  لا شنو ؟
أحس الرجل بموضوعية حديثه فشكره  جزيلا علي وعد بالمساهمة !
 ثم جافاني النوم طيلة ليل رحيله، ما كنت قايل نفسي بقدر ادخل دكانه تاني، الدكان كان عبد الكريم مش البيع والشراء، هكذا قالها خال جبيب الله ، وق اصاب  فقد كان محل عبالكريم  كذلك ففي الاسبوع الاول من شهر رمضان وقفت امراه في عمر الستين ملامحها جمعت السودان كله لفتتني اليها حميمية السلام، ما ان راءها عبدالكريم الا وطلب منها الانتظار  ليقوم بالاتصال ببهلول الذي نجحت مساعيه في الحصول علي مبلغ "4.000.000 مليون شلن يوغندي "من احد الخيرين اي ما يعادل حوالي "1400 دولار  امريكي" لمساعدتهاه لدفع فاتورة المستشفي واستلام جثمان حفيدها من المشرحة بعد ان غادر الحياه اثر سقوطه من مكان عال بالمنزل لم تنجح معه جهود الاطباء في اسعافه، بل امتدت الجهود لتشكل تكاليف حتي دفنه، امراه في منتصف الثلاثينات  من جنوب السودان احد زبائنه  لم تدر بخبر رحيله دلفت للمحل يابا وين ؟ ،أشار سليمان الغزالي الذي كان متواجداً الي مريم للاجابه، فما ان اخبرتها الاخيرة بان "يابا موتو" لم يكن من سبيل الا بافاقتها برش الماء البارد عليها  فقد هز خبر رحيله كل من عرفه سودانية جنوبية اخري باغتها نبأ رحيله لتدفع في اسي "يابا كان زول كويس لو ماعندك بيدينك لو القرش ناقصة بيديك، ياخ ما تمش تتغدي معانا، مراتب الاحترام التي حظي بها تكشف عن حالها عندما  ياتي فضل الكريم محمد الامين لمقابلته فهو يجسد مقولة يابا في سلوكه ، فضل الكريم  الذي بلغ العمر العقد الرابع تناصف الهوية شمالا و جنوبا ليضيف اليها مصاهرة من الكنغو فصار يتحدث عربي جوبا و عربي نوبي و اللكبرا ، الزائري الي جانب العربية و الانجليزية والفرنسية و السواحلية، في احدي اللقاءات قلت له انت تعكس قوة التنوع الذي نردده شعارا دون ان  ننحج بالكشف عنه عملياً أو حتي نموذج له و لو بين قوسين ،في  سرداق العزاء جاءت سيرة سامي إبراهيم موسي  الذي تناصف الانتماء السوداني الاريتري  الذي حرص علي الاتصال معزيا و طالباً من محدثيه تبليغ تعازيه للجميع لكن الواقع كان انه اتصل بجميع الاشخاص المشتركين بينه و الراحل .
ضحك ثم اضاف ظروف الحرب الاهلية  و تبادل السيطرة بين القوات الحكومية و الحركة الشعبية جعلتنا في حالة لجوء بين الكنغو ويوغندا ، ثم اضاف عملت مع عبدالكريم سائقاً في بداية حياتي في ترحيل شحن البن، ضحك ثم اضاف يابا كان زول كبير  كان مدير لشركة تعمل في تصدير البن  اتخذت من مدبنة ليرا بشمال يوغندا مقراً لها ،اضاف "كان سواق عجيب ، سواق مره واحده "في إشارة إلي مهارته  ، لم يمهلني السودانيون  كانوا رواد التجارة في مجال البن والشاي،  صمت فدون انتباه كنت قد تركته يتحدث بينما غصت في استرجاع ونسة سابقه مع عبدالكريم عن دور التجار السودانيين في شرق افريقيا، فقد طلبت منه ترتيب لقاء مع عبدالرحمن الذي اكمل لي اسمه الكامل "عبدالرحمن شريف "، ردد علي مسامعي ما ذكره خالد حبيب الله عن الرجل الملقب بكسيو و هو يعني السكين في اللغة السواحيلية لقب اكتسبه حينما كان يعمل صبيا مع والده الجوار ، فلقب بذلك فقد ظلت مهمته حمل السكاكين، التحق عبدالرحمن بالعمل في مجال تجميع البن حينما ازدهرت قرية بازي الكنغولية بداها بدراجة هوائية، كان يعمل  مع الراحل الصافي محمد المصطفي الذي شجعه فاردهر التعاون ليمتلك عبدالرحمن سيارة نقل صغيرة " بوكس "، استطاع عبدالرحمن تكوين ثروة كبيرة ليشار اليه كاحد رجال الاعمال اليوغندين المنحدرة اصولهم من اليمن امتلك المصانع و المحال التجارية بمسقط راسه مدينة اروا و العاصمة كمبالا الي جانب احد اقدم شركات النقل التي تمتلك اسطولا من الباصات عرفت بنايل كوش  تجوب الطرق المعبدة من ممبسا علي المحيط الي جوبا " قبل ان تتوقف" مرورا بنيروبي ، علي بعد 102 كيلومترا قبل الوصول الي مدينة كمبالا  تمر بمدينة جنجا التي تمثل  بنقطة الصفر التي تلتقي فيها بحيرة فكتوريا و منابع النيل ذكر عبدالكريم عن الحفاوة التي استقبل بها عبدالرحمن حاج الصافي في مدينة كمبالا  بعد ان استقر الاخير في الخرطوم، اضاف عبدالرحمن محتفظ بالعشرة ما حصل خلي زول من السودانيين البعرفهم من زمان او عرفهم لاحقا يدفع ثمن التذكرة بل ان حوشه بحي مينقو مفتوح للافطار في رمضان .
أمراه اخري من سودان ما قبل الانفصال ، علمت بخبر رحيله لتستقل الباص من مدينة جوبا بجنوب السودان مسافة يقطعها في 12 ساعه لتحضر الي محله لتقدم واجب العزاء فيه ، تخرج لتدلف امراه اخري تطلب من " مريم " بعض الاصناف كان سليمان الغزالي منكبا علي طاولة المكتب للبحث عن بعض الاشياء في ادارجها ، عندما همت بالحساب انتبهت الي انه سليمان فسالت يابا و ين ؟ سافر الخرطوم ؟
يابا توفي
 متين ؟ قبل شهر

سقطت حقيبة يدها  علي الارض اولاً، ثم غابت في اغماء لاصابتها بمرض السكر ، بذل الجميع جهدا لافاقتها التي تمت بعد معاناه ، توالي الاحداث تدثرت مريم بالحزن فعاب مرحها بل ظلت تلتزم الصمت اغلب الاوقات ، خبأ شغفها في تعلم العربية ،فهاهو يقطن قبالتها منذ رحيله فلا يكاد يمر يوم الا و يمر علي المحل من يفتح دفتر حزنها علي مصرعيه .

الاثنين، 8 أكتوبر 2018

عبدالكريم "أبوسروال" : وداعك علي عشم الإنتظار (2 -5)


إمراه من سودان ما قبل الانفصال ،ملامحها تشع بالبهجة ،سنون عمرها لامست العقد الرابع ، دفعت نحوه بتحية مرحه ، فاستقبلها عبدالكريم بابتسامة عريضة ، ثم عرجت لتشملني بتحية بسلام بعد ان انتبهت الي تواجدي داخل المحل ، كانت في عجلة من امرها فمدت اليه بلفاقة من البلاستيك سترت ما بداخلها ، فتحها لينظر اليها ثم يضيف اها الدبارة كيف ؟
و الله ما عارفه انت شوف بتجيب كم ؟
حاولت التسلل من المحل لترك مساحة للخصوصية ـ إلتفتت  ناحيتي منهية محاولاتي للخروج يا ود العم مافي حاجة ما تمش ،اضافت و الله كنا موظفين محترمين الانفصال جهجهنا لحدي بقينا نبيع في المقتنيات الشخصية ، إنعقد لساني و اعتراني حزن عميق ، باغتتني كنت شغاله في منظمة ددولية في الخرطوم مشيت فقدت وظيفتي بعد السفر للجنوب و انتهي بي المطاف في يوغندا ، ناولها عبدالكريم ما تعمدت عدم رؤيته من النقد رغم انه كان في مسار رؤيتي ، ودعتنا لتخرج بخطوات مسرعه .
عبدالكريم حاضر البديهة عال كعب السخرية ، يهزم خصومه و مجايليه بجزاله التعليقات التي لا يكون بعدها متسع للتعقيب ، فصار عبدالكريم " معيار رسم " للتوقيع علي دفتر السخرية بامضاء حمل بصمته التي تتشكل خطوطها  من عبق الضحكة  " عبد الرحيم " يدلف الي دكانه يقف في مواجهة الجانب الشرقي من الدكان تراصت زجاجات العطر ، الانارة القوية  و الزجاج  علي الباب يعكسان  الضوء  ليصبح ذلك الجانب اول ما يلفت انتباهك ، اشعل ابتسامة جعلت عبدالكريم في تحفز  لالتقاط القفاز فما بينه وعبدالرحيم ينتمي الي المجادعات التي تكتسب دسامتها من ابراز النتاقض الذي  يدفع الخاطر للقهقة قبل الشفاه .
من بره شفت القزاز قلت القصة قلبتها بار و لا شنو ؟
اطلق  عبدالكريم ضحكة حد القهقه ، ثم اضاف و الله برص في القزاز و عارف المسالة دي ما بتمش ساي ، اها من الاخر دي ارياح فيها لحدي الخمره ، تاني شنو !
ثم مضي مستلما زمام الحديث لما كنا في  بازي( احدي البلدات بالكنغو)  في واحد صاحبنا " أحمد"  التجارة ما مشت معاه و معاه صاحبه متلازمين طوالي  ، اها الجماعة سالوه مالك  امورك معكسه ؟  قال ليهم كان مباريني الزول ده اموري تمش  كيف ! ، اها ربنا فتحها عليه بقي شغال في الفول "الجنجارو " فقام ادي صاحبه ده شحنه قال ليه امش بيعها في مدينة بور و اعمل  ليك راس مال و اشتغل ، بعد عام قدم الي بازي قادم من مدينة بور
سعي الرجل لمقابله " أحمد"   ليخبره في تبرع إنتمي للنميمة ، عرفت خبر صاحبك ؟
صاحبي منو ؟
قال ليه الأديته شحنه الجنجارو ؟ و مالو ؟
الجنجارو الساعدته بيه باعه و فتح ليه بار في بور " قصد مدينة بور " بولاية جونقلي
فتح بار ؟ هكذا رددها  ، فانفتحت شهية "المشاء بالنميمة " ليجيب و قد بلغ به الانتشاء مرتبة" بين  طيات السحاب "
 اَي فتح بار !
ليباغته مره اخري مستوثقاً :
 قلت لي بار !
 ثم دفع بالقاضية  و "الله لقيتي تابت "...
 فلم يكن من عبدالرحيم سوي الانسحاب و رفع الراية البيضاء 
لم انتبه الي مكالمة  مدثر الكعيك التي كانت عند الساعه السادسة مساء فقد تزامنت مع مواعيد ضبط المنبه الذي يعييني  علي النهوض في تمام  ذاك التوقيت، انتبهت اليها  وانا اراجع سجل هاتفي لألحظ محاولة إتصال اخري من العم أحمد باب الله الصديق المشترك بيننا وعبدالكريم و خالد حبيب الله، قررت مهاتفة مدثر حسب سبق إتصاله وصوته  كساه حزن عميق باغتني قائلا" البركة فينا في عبدالكريم" مضت لحظات قبل أن أعاوده مرددا دعاء بالرحمة واللطف به، عز المصاب، الفقد جلل "ثم مستفسراً عن ماحدث ليخبرني بأنه فارق الحياه في تمام الخامسة صباحاً، اضاف أن تلقي الخبر من الممرضة التي تسكن بالقرب من منزله فقد كانت علي موعد لحقنه بالدرب، فعندما شعرت بتأخر حالته قامت بالإتصال باخر الارقام التي وردت في هاتفه قائله " يابا موتو" اي في حالة احتضار و قبل أن أرتدي ملابسي رن هاتفي مره ثلانية ياتيني ذات الصوت بعربي نوبي قائلة " يابا موتو " اي فارق الحياه،  العم أحمد باب الله  اجاب مهاتفتي مطلقا الدعاء عليه فقد كان اخر لقاء بيننا في –قبل عطله عيد الفطر  حيث كان مغادراً الي مدينة أروا اليوغندية التي قطن بها الي جانب عدد كبير من السودانيون اكسبو أروا ملامح سودانية حتي علق الصديق امير سليمان قائلا ربما قد ياتي يوما وتصبح فيه اروا مقاطعة سودانية  تنادي بالاستقلال علي غرار ممبسا الكينية.
رحل عبدالكريم في الساعات الاولي من صباح الاثنين السابع عشر من اغسطس  رحل و خاطره يتشوق لزيارة والدته التى كانت قد ذكرت بانها ستكون بانتظاره في المطار ، رحله كان قد عزم علي مشاركته فيها اصدقائه عبدالمنعم " بهلول " وسليمان الغزالي الرجل الخلوق الذي ظل حضوره  في كل مناسبات السودانيين بشرق افريقيا، عبدالكريم بضحكته التي لا تهدأ يردد طالما ما معانا سليمان ما بتجينا عوجه "  لكنه كان علي موعد اخر ليؤجل سليمان الاخر السفر الي قضاء عطلة عيد الاضحي مع اهله بمدينة بارا بشمال كردفان،ظل يناكف عبدالكريم حول تاريخ معرفتهم فيدفع ضاحكا ان جيت لقيتك قدامي ب 12 سنه، يوم الرحيل  كاد ان يسقط من الاعياء الذي زاد من لوعته الحزن، يضيف سليمان معرفتي بيه قديمة  ثم يبتسم دخلنا كمبالا مع بعض هو قدامي كل زول فينا كان سايق لاندروفر استيشن اتحركنا من جوبا،  في تشييع عبدالكريم بمقابر المسلمين بحي كلولو الذي ورث عراقته من مبانيه فقد كان الحي البريطاني ابان الحقبة الاستعمارية، إحتشد بالمشيعين الذين تلقوا العزاء من بعضهم البعض فالراحل كان واصلاً للجميع أخوان الغربة جبسوا دموعهم مغالبه مدثر الكعيك،سليمان الغزالي، الطاهر عبدالرازق، خالد حبيب الله و عبدالمنعم بهلول، و اخرين لا يسع  المجال لذكرهم، حملت الخطوط الرواندية من مدينة  جوبا  أخيه الأصغر إلي جانب اثنين من أقاربه و صديقه محمد عثمان ليشاركوا في الصلاه الاخيرة قبل دفنه  المشيعين كانوا يتلقون العزاء من بعضهم البعض، حين اقتربت الساعه الخامسة مساء  تحدثت الي الي صلاح عمر الذي عرف عبدالكريم في مدينة توريت في 1969 يا صلاح باين عليك الفتر  فقد ظل منذ سماعه الخبرفي الساعه الخامسة صباحا مرابطا قرب الجثمان بمسجد منقو حتي المقابر، رد قائلا " ده الكبر نحن ما صغار" كان قد اخبرني عندما التقينا صباحا حيث الجثمان، أنا لاقيته في توريت كنت طالب في الوسطي جيت اجازة ، هكذا ارتبط تاريخه بالكثيرين .
حاشيه
@ عبدالرحيم إسم غير حقيقي

@ أحمد إسم غير حقيقي 

الاثنين، 1 أكتوبر 2018

عبدالكريم "أبوسروال" : وداعك علي عشم الإنتظار (1 -5)



إكتست تقاطيع وجهه الستيني بملامح جدية، لتكشف عن أهمية ما يود الإفصاح عنه " أنا مسافر العيد داير أمش أشوف أمي"  اعقبها بضحكة  ليداري بها الحنين الذي سكن نبرات صوته أضافالأمين الشاذلي حدثني : قال لي لو ما جيت العيد بجيب ليك أمك لحدي كمبالا ،أضاف أنا أصلا داير أمش لكن كان إتاخرت " الأمين" بعملها ،إستدرك "النعيم" حدثني بمناسبة عرسه في ثالثة العيد ما بقدر افوته هم ما بعيدين مننا ، كنت قد قابلت  النعيم في الإسبوع الأخير من شهر  رمضان المنصرم . فهو شاب  في منتصف الثلاثين من العمر ، جهور الصوت ، ضحكته المترعة بالود تعلن عن حضوره ، ظل يمارس تجارة التباكو بين شرق افريقيا و مدينة جوبا ،أضاف تذكرتي ذاتها حجزتها علي شركة  " تاركو "  للطيران ، التي بدأت رحلات منتظمة بين مطاري  الخرطوم وعنتبي مروراً ب  جوبا ، دار ذاك الحديث بيننا في نهار السبت 11 أغسطس من عام 2018 اي قبل ثمان ليالِ من عيد الأضحي، عقبت علي عزمه مشجعاً "طالما داير تشوف أمك تب مافي كلام  " غرق في التجهيز لشدالرحال فرغم أناقته التي لا تخطئها عين فقد حرص علي  إقتناء ساعة يد و حذاء ، كلف بها من أحضرها له من مدينة دبي ، حركة لا تهدأ  وصايا حملها هاتفه الي أحد اقاربه بالخرطوم  لتجهيز جلاليب العيد، كما حرص علي شراء أجود أنواع الشاي و البن اللتان تشتهران بهما يوغندا .
ضربنا موعدا للقاء في نهار الجمعة 14 أغسطس، تصادف أن السماء قد تزيأت من الصباح الباكر  الغمام الذي أنذر بهطول - قريب و غزير، حين قاربت عقارب الساعه من منتصف النهار كنت لا أزال منهمكاً باداء بعض الأعمال فقررت مهاتفته للإعتذار  و تأخير اللقاء ، جاني الرد متكرراً " هذا المشترك لا يمكن الوصول إليه حاليا" برجاء المحاولة لاحقاً " ،بادرت بالإتصال "بمدثر الكعيك "فهو أحد المداومين علي المرور بمحله  ليخبرني بأنه لم يلتقيه منذ يومين لإنشغاله بإنجار بعض الأعمال ،إستجاب  الإرسال ليجيب الطاهر عبدالرازق علي الطرف الاَخر الذي كان في طريقه الي وسط المدينة " أنا ذاتي حاولت تلفوناته لقيتها مقفله خليني أصل المحل و أشوف الحاصل "، بعد إنهائي الحديث معه  تذكرت بأني أحمل رقم هاتف " مريم " التي تعمل مساعدة له في خدمة الزبائن جاء ردها في جملة اختلط فيها لغة عربي جوبا بالإنجليزية بالانجليزية " يابا Went to the Hospital “  إستفسرتها لتخبرني  بالعنوان ، ليأتيني ردها بأنه تقصد Nasambia General Hospital “" ، كانت تخاطبه توقيراً  بلقب " يابا" الذي شاع إستخدامه  في كل من لغتي عربي جوبا   و عربي نوبي الذي ينسب الي لغة النوبين المنحدرة أصولهم من إقليم جبال النوبة بالسودان ، فقد حملتهم أحوال المشاركة في الحرب العالمية الأولي للإستقرار في دول يوغندا في أحياء كاويمبي و كيبولي التي شكلت تصريف من كلمة قبولي المشتقة من لفظ القبلة  بالإضافة الي ضاحية بمبو التي تبعد 30 كيلومتراُ في الشمال من كمبالا و حي كابيرا بدولة  كينيا  ، لمريم  تجربة سابقه في العمل مع الراحل علي ميرغني الملقب "بوردي "في ذات النشاط .
بعد نصف ساعه رن هاتفي  كان هو علي الخط الاخر ،
باغته شفقتنا   كم رقم الغرفة عشان أتحرك عليك ؟؟  كنت أعلم بمعاناته من التهاب بالصدر  ظل يشكو منه طوال الإسبوع المنصرم لم يمهلني
فرد قائلاً : أنا طلعت من المستشفي  في الشارع ماشي علي المحل ،
أنا في الشارع ماشي علي المحل،حال هطول المطر بتأخير اللقاء ليجيب علي مكالماتي ليخبراني بأنه غادر الي منزله،كان يقطن بحي مينقو العريق بوسط كمبالا القديمة الذي يضم أجناس  مختلفة من اليوغنديين ، السودانيين  ، اليمانيةو العمانيين الي جانب الصومالين ، طلبت منه أن يخلد للراحة علي وعد أن نتلقي خلال عطلة  نهاية الإسبوع فردد علي مسامعي جملته التي تعتبر بصمة خاصة به تقف مقام الإتفاق :مافي كلام !
داوم في اليوم التالي للحضور من الصباح الباكر فقد أقترب توقيت السفر ، عند الساعه السادسة مساء غادر ليترك مساعدته مريم بالمحل الي جانب أصدقائه الذين همو لمعرفة أحواله ، سليمان الغزالي  عبدالمنعم أحمد الشيخ الذي إشتهر بلقب بهلول " خالد حبيب الله ، الطاهر عبدالرازق و الأستاذ ادم البدوي ، الذين غادروا في تواقيت مختلفة إمتدت حتي مواعيد إغلاق المحل تمام السابعة مساء .
يوم الأحد يكون فيه حضوراً بمنزل  الأمين الشاذلي الذي يشكل ملتقي  لبعض السودانيين ،لأمين سيرة تحتاج الي حيز منفرد فالرجل في بشاشة إستقباله و كرمه و سعه يده جعلها عونا و سنداً  بعدها ليمضي في إسترخاء بقية اليوم الذي يصدف فيه خروجه الي منزل عماد موسي الذي لا يبعد عن منزله اكثر من مائتي متراً  ليعود ممارساً هوايته المفضلة في مشاهدة التلفاز فهو علي عشق مع القنوات السودانية التي تشكل عمق الحنين لديه فهاهي سنين استقراره بشرق افريقيا ، ترحابه بالسودانيين يبلغ حد الاحتفاء في شهر رمضان المنصرم صدف أن زارت محله إحدي السودانيات  بغرض الحصول علي بعض المسلتزمات السودانية ، فقد كانت زياراتها الأولي لكمبالا بمعاودة بعض أقربائها حرص علي اكرامها لكنها تعللت بضيق الوقت ، ليمتد الحديث و تساله عن سنين تواجده بوغندا ،
 ضحك ثم اردف ما كثير ذي ال43 عاماً بس ! ،  ليتركها للاندهاش و بس!
ما عندك نيه ترجع ، قالتها :

يا بتي خلاص أتعودنا علي البلد دي مضيفاً قبل سنتين مشيت عزاء والدي "عليه الرحمة " ، بعد كل فترة و التانية يقولوا لي في نساء عايزات يعزنك ، أمش عليهن بعد الفاتحة الواحدة تسالني عرفتني ؟ ثم أطلق ضحكة طويلة مضيفاً والله ما عرفت أقول شنو!

السبت، 15 سبتمبر 2018

التعديلات الوزارية : لا جديد في المشهد

التعديلات الوزارية التي أعلنها الرئيس السوداني عمر البشير في 9  و اكتملت في 14 سبتمبر2018  و التي تمثلت في تقليص الترهل الوزاري الحكومي عن طريق الدمج ،  لسيت سوي عودة للهيكلة التي كان معمول بها في السابق ، و التي  أصيبت  بالإنشطار لأغراض سياسية ، الابرز في التعينات أحمد حمدوك الذي وصف بالتنقراط حيث عمل بمناصب رفيعة بالأمم المتحدة  لتولي منصب وزارة المالية ، و لعل تعين الرجل يعيد بالذاكرة لتجربة الدكتور التجاني سيسي الذي غادر منصبه بالأمم المتحدة للإنخراط وثيقة الدوحة لسلام  دارفور ليوقع انابة عن حركة التحرير والعدالة مع الحكومة السودانية  ، الفشل الذي لازم الدكتور السيسي في تقديري مرده ان تحقيق السلام رهين بالرغبة وتوفر الشروط الذاتيه والموضوعية ولا يمكن التعامل مع عملية السلام عن طريق الصناعه ، فتولي حمدوك و نجاحه في تولي منصب المالية ليس رهين بالكفاءه فقط لكن باعادة هيكلة سياسة الدولة الاقتصادية وهو امر يصطدم بالصرف خارج الميزانية و التي لا تخضع للمحاسبه او المراجعة الي جانب التوازن بين نتمية الموارد  و التركيز علي رفع ميزانية  الخدمات من تعليم وصحة  وغيرها  كل هذه اسئلة فشلت فيها السلطة علي مدار 29 عاماً فهل يصلح العطار ما افسده الدهر؟ ، ما يستوجب التوقف هو  إنتقال معتز موسي الي  منصب رئيس الوزراء، كان اسمه قد تردد بعد إقاله وزير الخارجية السوداني السابق الدكتور إبراهيم غندور كمرشح لشغل المنصب ، فقد حملت سيرته الذاتية فترة عمل بالسلك الدبلوماسي ضمن طاقم السفارة السودانية في المانيا في منتصف التسعينات ، أكمل  ذات العام الذي إنقلب فيها الاس"معتز" دراسته الجامعية في 1989م في أقتران مع تولي الإسلاميين السلطة إنقلاباً علي الديمقراطية الثالثة  ،مما جعل سيرته العملية  تقترن بوظائف صعد إليها عن طريق الإنتماء الحزبي ،عززها بمشاركته في القتال في الحرب الاهلية في مواجهة الحركة الشعبية لتحرير السودان بجنوب السودان بعد تديينها تحت بمفهوم "الجهاد الإسلامي "، بالتالي فان تعيينه يمثل خطوة بالدفع باحد جيل " المجاهدين" او المقاتلين  التي ظلت تمارس نقدها لتجربة الاسلاميين و السلطة  تحت شعارات التنازل عن المشروع الديني الاسلامي 

مصدر الصورة :  كوش نيوز - محرك البحث قوقل 

الأربعاء، 27 يونيو 2018

رد علي مقال عمر الدقير : هل كرة القدم عقبة أمام التغيير ؟


نشرت صحيفة  أخبار الوطن السودانية الي جانب عدد من الصحف والمواقع الإلكترونية مقالاً لعمر الدقير بعنوان هل كرة القدم عقبة أمام التغيير ؟  ،إستعرض في فاتحة المقال مستشهداً بتجربة المناضل نلسون مانديلا في فترة سجنه و حرمانه لاحقاً من ممارسة كرة القدم التي كشف عن دورها في مساعدته ورفاقه علي تحمل قسوة السجن لكونها كانت  تبعث الأمل والصمود"  ـفهي تبعث في المرء “روح المقاومة ورفض فكرة الهزيمة”، تلك الكلمات التي بقيت نشيداً على لسان مانديلا وهو يردد قصيدة “الشخص الذي لا يقبل الهزيمة” " مضي المقال الي النواحي الإيجابية لكرة القدم التي أشار اليها بترجيح الروح الجماعية لتسمو علي الفردانية ، في مثال أتخذ من دولتي  " السنغال و الارغواي " بالرغم من عدم الربط بمشاركتهما في نسخة كأس العالم 2018 لكن يفهم ذلك بديهيا من الاستشهاد  أشار الي كيف ان ميدان كرة القدم تغيب حدود مستطيله  اختلال النفوذ السياسي والاقتصادي والعسكري بين المتباريين "المتنافسين"  في تمهيد للخوض في موضوع المقال إستشهد بالمفكر البرطاني   تيري إيجلتون"  الذي يعتبر  كرة القدم " مؤامرة رأسمالية تجب محاربتها" [1]
 و من ثم كشف كاتب المقال عن وجه نظره التي تلخصت في التالية ،الاولي محاولة إلتفاف كثير من الحكومات حول كرة القدم كتعويض لافتقارها لمشاريع تلتف حوله الجماهير  نتيجة لفشل رؤاها السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و بعدها عن الواقع " فكثيرٌ من الحكومات تحاول أن تجد في كرة القدم تعويضاً عن افتقارها لأي مشروع تلتف حوله الجماهير - بعد سقوط مشاريعها السياسية والاقتصادية والاجتماعية في امتحان الواقع - وتستخدمها لإلهاء الجماهير عن همومها وقضاياها الأساسية وعن المطالبة بحقوقها المهضومة"،[2] النقطة الثانية مرتبطة  بالاولي و لخصها في تحول الاندية الرياضية تحولت كبديل لرمزية الاحزاب ، النقطة الثالثة عرجت علي  الاقتصاد المرتبط بكرة القدم و الاموال التي تصرف عليه بما في ذلك مسالة التجنيس للمحترفين الذين وصفهم بالكود الشعبي المقابل لعدم الاحترافيه " المواسير "
قبل الخوض فيما أثاره المقال لابد من الإشارة إلي أن نفوذ كرة القدم الواسعة النطاق لا يمكن النظر إليها خارج سياق نشأتها التاريخية و طبيعتها الشعبية التي دفعت بها الي أن تمضي في سياق تطور يخصها يمثل محفل منافسات كأس العالم أحدي تمظهراته كتجمع عالمي ، كرة القدم أو الأنشطة الرياضة الأخري  تلتقي مع  ممارسة العمل السياسي في أنها تستند علي و تعزز من حرية الاختيار أجدني أتفق مع النقاط الإيجابية التي اشار إليها مع الاشارة إلي أنه في تقديري أن العزل الذي تم للمناضل نلسون مانديلا من ممارسة و مشاهدة كرة القدم قصد بها العزل السياسي لتضيق مساحة تبادل الافكار و النقاش السياسي  في الفترة الزمنية التي تتيحها فرصة اللقاء مع الرفاق بقصد ممارسة اللعبة ،اكثر من كونها قصدت الإيلام و الغاء جذوة الأمل و الصمود . كذلك اجدني علي وفاق علي ما ذهب اليه حول مستشهدا بدولتي (السنغال و الأرغواي ) حيث  سقوط الفوراق السياسية و الاقتصادية و غيرها بين الدول عند حدود مستطيل ميدان اللعبة "،مثلما تتيح لدولٍ صغيرة وليست ذات نفوذ سياسي أو اقتصادي أو عسكري كبير - مثل السينغال والأرغواي - أن تُلَقِّن الدول الكبرى دروساً في المهارة والبراعة والخطط الهجومية والدفاعية وتنزل بها الهزيمة وكأنها تنتقم من تهميشها على أرض الواقع" [3] و هنا أشير إلي أن المشاركة في كأس العالم رهين بالتأهل و الفوز  من جانب لكن ما يستند المشاركة إبتداءاً هي فكرة  السيادة التي بموجبها  تتساوي جميع الدول في المشاركة  الامر الذي يبعد النفوذ السياسي .أو الحالة السياسية لدولة من الاقتراب او التاثير ، بالتالي  لاتجد الاراء التي اوردها الكاتب عن المفكر البريطاني تيري إيجلتون ، بوصف كرة القدم بالانحياز للرأسمالية أو وصفها "بأفيون الشعوب" ما يسندها بل بالنظر بافق مفتوح الي منافسات كاس العالم التي تجري منافساتها حاليا فهي تعزز من  الارتباط الوطني في رمزية البدء بترديد  السلام الجمهوري  و تشهد صافرة النهاية مصافحة بين المتنافسين في كثير احيان ، من ناحية كما كما اشرت ان قواعد اللعبة تستند علي تطبيق القواعد بحياد و احترافية فكما ظلت سجلات منافسات كاس العالم تخلو من حضور مميز للدول الراسمالية او الاشتراكية  استنادا علي ايدلوجياتها .
ما ذهب اليه كاتب المقال  بان كرة القدم اصبحت تستخدم للالهاء من الحكومات المستبدة في حال عجزها عن الوفاء بالتزامتها التي تفرضها علاقة المواطنة و التداول السلمي للسلطة يقدح في حرية الاختيار و يصف ممارسي وعشاق كرة القدم بالانسياق الاعمي وراء خطط السلطة الحاكمة . ما ذهب اليه الكاتب باستخدام كرة القدم لمدارة فشل بعض الحكومات و عجزها لا يمكن تناولة بمعزل عن ايدلوجيات تلك الحكومات الا انه في حالة السودان علي سبيل المثال فبالرغم محاولات السيطرة الادارة علي ادارات الاندية الرياضية والانفاق المالي و دعم بعض الولاة للفرق الممثلة لولايتها في الدوري من  خزينة الدولة  فبكل بساطة واقع كرة القدم السودانية ظل يشهد تراجع رغم ذلك  لانه كنشاط مثله و الفن  له كيميائه الخاص بعيدا عن الايدوجيا  ، التفاف الجماهير رغم السيطرة النسبية من قبل السلطة اداريا فهذا يعبر عن وعيها بفلسفة و مساندة خياراتها في فصل بين الانشطة الحياتية الطوعية (ممارسة الرياضة ،السياسة وغيرها ) ، فالاندية الرياضية اقدم تاريخا من الاحزاب السياسية من حيث النشاة فنادي المسالمة الامدرماني اول نادي تاسس في العام 1908 (تاريخياً حيث بدأ تأسيس أندية كرة القدم في العام 1908م بإسم نادي المسالمة - والذي تحول فيما بعد أساسا لفريق المريخ السوداني- وكذلك نادي بري في العام 1918م تقريباً ، ثم تتالى تأسيس الأندية تباعاً : الموردة 1925م ، المريخ 1927م ، الهلال 1930م [4]،  ، بل استطاع القطاع الرياضي ان يتفوق علي السياسي  ففي القريب اجبر الاتحاد الدولي لكرة القدم السلطة  بعدم التدخل السياسي فيما يرتبط بالنشاط الرياضي  في الصراع حول انتخابات الاتحاد السوداني لكرة القدم في 2017 .
في الدول التي تضيق فيها ممارسة الحريات يتسع نطاق البحث عن مساحات ممارسة حرية الاختيار  كانحياز يعلي من كعب الانحياز لحرية الاختيار كمعادل لرفض الخيارات بقوة السلطة ، بل هي تمضي اكثر لتعبر عن سلمية حالة الذاكرة التي تري في التنافس النزيه معبرا عنها فاذا كان ثمة تساؤل في تقديري يجب ان تجيب عليه الاحزاب او القوي السياسية التي تري في الامر معيق للتغيير وهو دورها و علاقة برامجها بكرة القدم او الرياضة بشكل عام ؟ وماهي رءاها تجاه الامر ، فتاريخ السودان ربط بين الاندية الرياضية و النشاط السياسي المرتبط بالحركة الوطنية  علي سيبل المثال لا الحصر ان حرق العلم الانجليزي في 1952 بمدينة الفاشر عاصمة مديرية دارفور انذاك استضاف نادي هلال الفاشر الاجتماعات  التي سبقت الحدث,
اقتصاد كرة القدم في الواقع السوداني اشرت اليه عاليه لا ينفصل عن الواقع العام المرتبط بسيطرة الدولة علي الموارد  بما يشمل الانفاق علي استجلاب المحترفين ذوي المستويات المتواضعة بمبالغ ضخمة ، لكن  علي سبيل المثال لا الحصر  في ربط اقتصاد كرة القدم بالسيادة و والنظر اليه كمورد جديد فتكفي الاشارة الي مثال واحد فبالرغم من الصراع في الشرق الاوسط بين المملكة العربية والسعودية والامارات في مواجهة قطر والحصار الذي وصل مرحلة المجال الجوي الا ان قطر  الان لاعب اساسي في اقتصاد كاس العالم سواء عبر رعاية الخطوط الجوية القطرية و حصرية بث المباريات علي قناه  Bein Sportsبل كفلت لها القوانيين مقاضاة القرصنة  ، فالبرغم من الصراع ووجود حلفاء للطرفين عالمياً الا ان الامر لم يؤثر علي موقف قطر الفاعل  في كاس العالم  مما يشير الي ان اقتصاد كرة القدم تحكمه شروط قد لا تستطيع الصراعات السياسية التاثير فيه بشكل مباشر  مما يعزز من النظر الي كرة القدم كاحدي جوانب الانشطة الطوعية في مسرح الحياه  دون تركيز  الرؤية  من زاوية ايدلوجية
اخيرا قبل الحديث عن التغيير في تقديري ان تحديد ماهيته يقود الي وضوح الرؤية حول الامر لكن بشكل عام ان التغيير بمفهومه الذي يعني التغيير  الشاملسياسيا و اجتماعيا واقتصاديا تصنعه البرامج الملهمة ذات الخيارات والبدائل التي تتناسب مع الواقع في ايجابية يمكن ان تجعل من كرة القدم مساهم في التغيير او تخلق اللحظة التاريخية له، اما النظر الي كرة القدم  كمعيق للتغيير فهو ربط شابه خلل منهجي، بالنظر الي مفهوم التغيير  علي نسق ما ذهب اليه الكاتب يجعلنا نستصحب دور الاحزاب الاسياسية  او قوي التغيير من ناحية الاستعداد الذي يتمظهر في ابسط الصور وهو التحالفات السياسية (وحده قوي التغيير) مع وضوح الاهداف بما يشمل مفهوم التغيير الذي تعنيه الذي يشمل الاجابة علي ما يجب فعله في فترة ما بعد التغيير، مع  ذلك تسظل اندية وجمهور كرة القدم خيارات حره اقرب للوجدان .بعيدا عن الايدلوجيا .





[1] - إقتباس من المقال .
[2] -إقتباس من المقال .
[3] -إقتباس من المقال .
[4] - الإمبراطورية السودانية لكرة القدم ، صحيفة الراكوبة الالكترونية 8 يونيو2017 ، د. فائز إبراهيم سوميت.
مصدر الصورة محرك البحث قوقل 

عبدالكريم "أبوسروال" : وداعك علي خاطر الإنتظار (5-5)

أبوذكيه الذي بدا حياته بالنقل البحري لينتهي به الحال تاجرا بالكنغو تتردد سيرته كثيرا، سالته يا عبدالكريم قالوا كنت من السواقين بين الكنغ...