الجمعة، 4 مايو 2018

منتدي المثلث الثقافي الإجتماعي ... مبادرة من رحم الوعي الخلاق

نشر بتاريخ : 30 يوليو 2017




قبل سنوات مضت تسير نحو إكمال العقدين من الزمان (بحساب أيام الله المتسارعة) ... إرتفع همس المارة بالقرب من السياج الجنوبي لمجمع مروج المدينه الكائن فى وسط مدينه الفاشر ( الذي شيد في فتره حكم الطيب المرضي لإقليم دارفور) لتعبر عن اندهاشات من مظاهر مواد البناء الطوب و المونه التي سكنت ذاك الجزء الجنوبي ، الذي صار مكباً للنفيايت و المخلفات بحكم تقاعس المحلية أو البلدية في القيام بدورها في تحمل عبء النظافة و الإهتمام ، فبالرغم أن ذاك الحيز ظل يحمل شعار مديرية دارفور الغزالة ( في لافته حديدة) و بقايا مشتل جفت غصون أشجار عنبه لكن لم يشفع كل ذلك بقليل أهتمام
وصلت إندهاشات المارة حد الرهان بان ذاك المغامر مصيره المحتوم هو إضاعة ماله وجهده التي استهدف بها تأهيل ذاك الحيز الذي إرتفع مسافة من الأرض بفعل الأوساخ .... بل إن رهانات كسوله ذهبت في سخرية صادمة للترويج المسبع بشهوة الشماته بأن مصير المشروع الغرق في موسم الأمطار القادم ... كل ذلك لم يفت من عضد رجل بدأ باعمال مقص الأشجار لتشذيب الجهنميه و حبال بلاستيكية ترسم خطوط أحواض الزرع في تخطيط بهيج...فسرعان ما أخضرت الأرض بالنجيله و بجهد الصادق عبدالمولي و فريقه
لم يكن من السهل العثور علي الصادق في تلك الايام فالرجل غائص حد الرهان بين الأغصان ملتحما باغصانها و متربا ومعفر الحال بغبار يتنفسه أمل ووعداً بالنحاج
في أول موسم للمطار لم تستطع المتاريس رفعها الصادق وفريقه من إيقاف تدفق المياة نحو المثلث الذي امتلاء علي اخره فكان الامتحان الأول الذي جعل الصادق يخلع ملابسه الرسميه و يرتدي ملابس رجال إسعاف الحال.... هكذا تخلق المثلث الي ان سارت بسيرته المدن فهرع الرشيد و عمار من النيل الأبيض للوقوف شهود حال علي إصرار و انجاز الصادق
برغم تلك المعاناه الإ أن الحظ كان يخبأ مفاجات غير ساره اخري فقد وشي أعداء النجاح و زبانية شيل الكلام للحاكم الفريق أبراهيم سليمان والي الولاية الأسبق بأن المثلث مركز لإلتقاء صبيه وصبايا من عشاق الملذات ، دون تمهل تلبس الفريق سليمان رتب سوء الظن ثم أسرع خطاه في أمسية نحو المثلث وخلفه جلبه البطانة تتلتص بهم إبتسامات شهوة خراب الحال ، واصل سليمان نحو المكان في صرامة كأنه ذاهب ليبطل مفعول عبوه ناسفة ، لن لأن الله جميل يحب الجمال عاد إبراهيم سليمان إدراجه خايب الرجاء خلفه حمله رايات الفضيلة الزايفه فحال المثلث كان ينبض بحيوية إجتماعية في ثوب سوداني تنتمي نقوشه الي حسن الظن الذي لا يخطر بباله سوء التفكير في نوايا الأخر ، فظل يحتضن في إلفة أصدقاء في سمر ترفع ضحكاتهم في غبطة ، و همس جمع من اثنين خطبوا الود علاقة لأنفسهم ، و أسر تروح عن نفسها في ذاك الفضاء الأخضر المسكون بنسيم راحة البال .
هكذا صمد المثلث في وجه العقبات التي حملت البعض تحريضا للبلدية برفع قيمة الايجار لكن نضارة المكان وقفت شاهداً لتدعم مجهود الصادق و فريقه الذي لا تفرق في وقت الأزمات التي يرتفع فيها منسوب المطر مجتازاً البحيرة الي المثلث بين الطباخ و الصبي حمادة الذي يعمل علي تقديم الشاي ، بين الصادق و (عمار) الذي يساهم في العمل بطريقته الخاصة ، بين الحارس و الصبيان المنهمكون في ردم المسارب التي عمدها الماء مجاري للسيل الهدام ، فالكل في عزمه يبصم علي أن تلك البقعة أجدر بأن تحصن بالعمل الدؤب لتكون متسعاً لسكان المدينة التي ظلت علاقتهم بالتيار الكهرباء في توتر علي دوام الحال انذاك .
ارتبط المثلث بوحدان المدينة فحرض ذلك الي ان يرفد ذاك المشروع الحيوي بما يشع البهجة و يدفع نحو المساهمة الثقافية فكان منتدي المثلث الثقافي مبادرة عبرت عن الوجه الانساني لذاك المشروع الاستثماري الصغير

ليست هناك تعليقات:

عبدالكريم "أبوسروال" : وداعك علي خاطر الإنتظار (5-5)

أبوذكيه الذي بدا حياته بالنقل البحري لينتهي به الحال تاجرا بالكنغو تتردد سيرته كثيرا، سالته يا عبدالكريم قالوا كنت من السواقين بين الكنغ...