الاثنين، 7 مايو 2018

المشهد الثقافي بجنوب السودان ذاكرة الإبداع و تحولات الراهن (1-2)


المشهد الثقافي بجنوب السودان ذاكرة الإبداع و تحولات الراهن (1-2)
الناظر إلى طول أمد الحرب الأهلية بين (السودانيين: السُودان وجنوب السُودان ) والتي إمتدت لفترتين منذ العام )1954- 1972م ( ثم الفترة الثانية ) 1983- 2005م ( وما حملته من إفرازات على كل المستويات سواء في نسخة تديينها (الجهادية)، يجد أن سادت لغة الكراهية التي بثها على نطاقٍ واسعٍ الإسلاميون السودانيون إلى جانب تأثيراتها المباشرة التي دفعت بشعوب جنوب السودان  النزوح شمالاً إلى (السودان) واللجوء إلى دولة مصر ودول الجوار القريبة مثل ( يوغندا ، كينيا  وإثيوبيا) بالإضافة  العديد من الدول الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا .
عربي جوبا سيد  مشاهد الحياة:
في البدء لابد من الإشارة إلى أن اللغة العربية كانت لغة الدولة و التعليم في الدولة السودانية،  لكن بالنظر للمشهد الثقافي في جنوب السودان بعد توقيع إتفاق السلام الشامل بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان في العام (2005م)، الوقوف على مظاهر التنوع اللغوي الذي إقترن بحركة اللجوء إبّان فترة الحرب، فمن البديهي أن نُشير إلى لغات شعوب جنوب السودان بالإضافة إلى عربي جوبا اللغة التي يمكن تعريفها بأنها (لغة هجين ظهرت إلى حيز الوجود من خلال إمتزاج  لغات شعوب جنوب السودان باللغة العربية)، لكن ظلت لغة الباري [1]هي ذات الأثر الأكبر في تشكل اللهجة الوليدة، و واتخذت  لغة عربي جوبا من إقليم الإستوائية الكبرى  وعلى وجه التحديد عاصمته جوبا مسرحاً لها بحكم  موقعها الذي إكتسبته من النشاط التجاري الذي ظل يشهده جنوب السودان وأيضاً كنقطة إنطلاق للتجارة الحدودية مع بقية دول الجوار، حيث يشترك معظم شعوب جنوب السودان في التواصل بها، فارتفعت لتُصبح  لغة الحياة ومية حيث بثت بها إذاعة جوبا  في العام 1962م و التي كانت تبث لمدة ثلاث ساعات ،حياه باب الله أحد المذيعات اللائي رسخت طلاوة صوتها في اثير الإذاعة. [2]
يقول عبدالكريم خير السيد ( أن لغة عربي جوبا كانت لغة التواصل في أغلب مدن جنوب السودان ، في كل من توريت التي عاش فيها 1975  1978م )  ، و تنقل خلالها مستخدما عربي جوبا بين كل من بور ،  فرجوك ، كتري ، نمولي .[3]
أيضاً عمق من إتساع نطاقها حركة التجارة الواسعة التي انتظمت في دولة جنوب السودان بعد توقيع إتفاق السلام الشامل ، والتي شجعت العديد من دول الجوار يوغندا، كينيا، إثيوبيا ، إرتيريا، الصومال، الكنغو، أفريقيا الوسطي، رواندا و بوروندي، لتصبح لغة عربي جوبا هي لغة التواصل الأساسية بينهم و شعوب جنوب السودان .
أحياء مدينة جوبا و تأثير لغة عربي جوبا و اللغات الاستوائية:
بالنظر  لتأثير لغة عربي و عمقها التاريخي في تشكيل الحياة الإجتماعية ، سأحاول الخوض  مستعيناً  بمنهج التحليل التاريخي حيث يظهر من أسماء الأحياء و الضواحي القديمة بإقليم الإستوائية الكبرى حيث إزدهرت عربي جوبا ، أسماء تشكلت مستندة عليه كلغة حياة يومية مما يجعلني أقول بإطمئنان إنها كلغة وطنت ثقافتها في تربة استوائية  جنوب السودان وافردت حيزاً لنفسها  كلغة الثقافة و التفكير و الغناء فبتقصي أسماء الاحياء أدناه مثل (خلي بالك ، أطلع بره ،حي نيم ) تجعلنا نلاحظ تغلغل عربي جوبا في الحياة الإحتماعية ، الإرتباط الثقافي و الوجداني الذي ظل يربط السودان ( العاصمة أو مركز السلطة و الأقم ) يظهر في  أسماء أحياء  مدينة جوبا وهي ( نمره 3 ، العمارات ، حي الكويت ) ، الحرب و تأثير المؤسسة العسكرية يظل في أسماء( البلك ، الملكية ) ، الأحياء التي حملت الصبغة السياسية  للإنقلابات العسكرية التي جرت في السودان سابقاً تظل  وضوحاً في أسماء أحياء ( مايو ، الثورة ) ، أما إقتصاديا فقد دفع تأثيرها ليرتبط بإسم ( [4]حي جلابة ، المعونة ) ، كما أشرنا في موضع سابق من المقال  أن لغة الباري كان لها الأثر الأكبر في تشكيل عربي جوبا ، و ذلك ما يعزي حالة الخصوصية لثقافة إقليم الاستوائية ، و الذي يظهر في أسماء أحياء( كتور، منوكي [5]، وناكورون) .
ختاماً العمق الراسخ الذي رسخ جذور لغة عربي جوبا يدفعنا للتفكير العميق في أنها  أحد عوامل الثقافة و لغة تعبر لحد ما عن الحياة ومية[6]بل أنها مؤهلة لتقف على كعب عال في المشهد الكبير .
unnamed-1
عربي جوبا همزة وصل :
إرتباط جوبا بالإقليم الإستوائي بتنوعه الإثني المشترك عبر الحدود مع دولتي يوغندا و الكنغو ، و التجارة التي كان روادها التجار السودانيين الذين أسسوا في العام 1972م مدينة بازي الحدودية بدولة الكنغو لتصبح مركزاً تجارياً ، عبر تطويرها من قرية صغيرة بها ما يقارب العشرين قطية  أكبر المراكز التجارية بشرق أفريقيا ، إمتد النشاط التجاري لمدينة أروا وغندية بذات الجهد ، الهجرات التي إستندت على إثنية الأرنقا من غرب إفريقيا التي تعرف بإسم إثنية الكبرا في شرق إفريقيا،  بالإضافة  النوبيين السودانيين الذين دفعت بهم الحرب العالمية الأولى لشرق إفريقيا ، حيث يتحدثون  لغة عربية عرفت بلغة عربي نوبي ،  التي تحمل مشتركات عميقة  مع  عربي جوبا ، فوحدت لغة عربي جوبا وجدت مناخاً ملائما لتصبح قاسماً مشتركاً في مدينة أروا كلغة أولى ، جمعت عربي جوبا كلغة مشتركة في المثلث التجاري الذي تمثل أضلاعه مدينة يايي الجنوب سودانية ، بازي الكونغولية و أروا أوغندية.
الصحافة و النشر دار رفيقي و الريادة:
ظلت اللغة العربية تُسيطر على لغة كتابة الإصدارات الصحفية في الدولة الحديثة ، حيث بلغت خمسة صحف مقابل ثلاثة تصدر باللغة الإنجليزية ، من جملة الصحف التي تبلغ ثمانية[7] صحف تصدر بدولة جنوب السودان، وتعتبر صحيفة الموقف التي تصدر بالعربية هي الأعلى توزيعاً، وتُعتبر دار رفيقي للطباعة والنشر التي تأسست في العام 2015م هي أول دار نشر وقد نشرت العديد من الإصدارات لكتَّاب وأدباء جنوب سودانيين منهم إستيلا قيتانو وسارة الجاك  ومنجد باخوس . [8]
من الاصدارات الحديثة لدار رفيقي كتاب سكاكين و هو مجموعة مقالات للكاتب الصحفي بول ايزك سبق و أن نشرت في صحيفتي المصير و الموقف ، و هي باللغة العربية الفصحي مع مزيج مما يعرف بلغة الرندوك وفقا لصحيفة الموقف في عدد الاربعاء الثقافي فإن الكتاب سيطرح بمعرض الخرطوم الدولي للكتاب في دورته التي ستنطلق في 17 اكتوبر2016م [9]
الكتابة عن المشهد الثقافي تتطلب تتبع أثر التنوع اللغوي الذي حُظيت به دولة جنوب السودان في تواريخها المرتبطة بالسلم ، وهنا أعني بعد العام 2005م، إذ لم ينل حظه من الإهتمام والتطوير وذلك لأسباب مرتبطة بسيطرة المشهد السياسي على ما عداه،  جانب لغات شعوب جنوب السودان كما أشرنا هنالك لغة عربي جوبا والإنجليزية، أيضاً لم يغب عن المشهد لغات مثل السواحيلية واللوقندا  والزائيرية التي يتحدثها جنوب سودانيون ممن إستقروا بدول شرق إفريقيا يوغندا وكينيا والكنغو ، في فترات حالة عدم الإستقرار الأمني بإقليم جنوب السودان قبل الإنفصال في 2011م، يبرز تأثير لغات القرن الإفريقي الأمهرية والتقرينا  في المسرح الجنوب سوداني نتيجةً للعلاقات التي ربطت الحركة الشعبية لتحرير السودان بدولتي أثيوبيا وإرتيريا منذ العام 1983م و 2005م، أضف  ذلك فقد شهد بعض الجنوب سودانيين فترات إستقرار بإثيوبيا بسبب ظروف الحرب،  لغة التقرنا يمكن حصر المتحدثين بها لدي منتسبي الحركة الشعبية لتحرير السودان ، من الذين خدموا في الجبهة الشرقية وقد تمركزوا وقتها في دولة إرتيريا في الفترة التي إستضافت فيها التجمع الوطني المعارض بأراضيها، وهو ما يُفسِّر سر إحتفاء منتسبي الحركة الشعبية بالفنانة الإرتيرية هيلن ملس[10] التي أقامت حفلاً حصرياً بالقاعدة العسكرية لجنوب السودان (بلفام ) في العام 2007م، أما العربية  فهي من نصيب الجنوب سودانيين  الذين إبتُعثوا للدراسة بالدول العربية مثل مصر،  جانب الذين إستقروا في السودان الشمالي ، أضف إلى هؤلاء الذين أجبرتهم ظروف عدم الإستقرار للمكوث بدولة مصر العربية التي كانت تُمثل إحدى المحطات الأساسية لما قبل العام 2005م ، للراغبين في إعادة التوطين في دولةٍ ثالثة.
اللغات التي اشرت لها ، بالرغم من عدم حضورها الكثيف حيث ظل تداولها بين أفراد الجات الاجنبية و الجنوب سودانيين الذين يتحدثونها ، حد من انتشارها الظرف التاريخي للدولة الجنوب سودانية حيث الغالبية التي  استقرت بجنوب سودان ، قدموا لأغراض تجارية  ثانياً لم تساعد الأحداث التي اندلعت في العام 2013م على التفكير في الاستقرار طويل الامد ، مما كان يمكن معه ان تجد تلك  اللغات البيئة المواتية لكي تضع بصمتها في ظل مشهد التنوع .
النافذة الأدبية لاتزال مترابطة الجذور وصامدة ، رغم الراهن السياسي الذي تقف على حوافه دولتان كاملتا السيادة، ذاك أمرٌ طبيعي لأن لحمهُ ذاك الترابط هو تشكيلٌ طوعي مضى عبر السنين متفوقاً على الرغبات السياسية ، فهنالك المجموعة القصصية لإستيلا قيتيانو الموسومة بالعودة  تُشير  سيطرة من كانوا ضمن مسرح الحداثة بالسودان الموحد سابقاً ويمكننا أن نتتبع ذلك أيضاً في ديوان شعر للصحفي و الأديب أتيم سايمون قيد الطبع بدار رفيقي.
الإنتباه الذكي :
الملف الثقافي تشكيل ودت صحيفة الموقف  في الدفع به في  عدد الأربعاء من كل إسبوع ، يعتبر حدثاً مهماً فبجانب كونه يكمل من دور الصحف في تواصلها مع جمهورها ،  فهو من الاهمية بمكان فالملف الثقافي أحد أدوات التحصين ضد لغة الحرب حيث تمثل أحد  الأوعية التي من خلالها يتم إبراز العمل الثقافي ، و أين يقف في ظل الظروف الحرجة التي تعيشها الدولة ، من خلال الأعداد التي صدرت من الملف مؤخراً خلال هذا العام ، فإنها تمكنت من تسليط الضوء على ما يدور في الواقع وفتح نافذة لأصوات الفاعلين في المشهد الثقافي للتواصل  مع الجمهور معبرين عن مساهماتهم في الحل السلمي للأحداث من خلال محمولاتهم السلمية و مسجلين صوت إنتباه لحال الصحافة في ظل  غياب الدور التكميلي لسلطة المختصة و الذي يفترض أن يجد دعماً و تشجيعاً.
غياب الموقع الالكتروني للصحيفة من الخارطة العنكبوتية  في هذا التوقيت يحد من انتشار الجهد القيم والكبير الذي تقوم به الصحيفة بشكل عام و الجهد المميز في الملف الثقافي بشكل خاص .
التلوين و التشكيل  و التلحين و الغناء وردة  على خد جوبا :
الفن التشكيلي و النحت هو الآخر يُمثله جيل المبدعين من خريجي كليات الفنون الجميلة والتشكيلية الذين درسوا في سودان ما قبل الإنفصال ، و لعل مساهماتهم تفصح عن نفسها في الساحة  فشعار  دولة جنوب السودان (صقر الجديان) من تصميم الفنان “شول أني” من خريجي جامعة السودان ، أضف له الفنان ديفيد موربي الذي أبدع في تمثال الراحل المقيم د.جون قرنق بميدان الحرية بجوبا ، كما أن هنالك المجموعة التي قامت بتلحين النشيد الوطني لجنوب السودان بقيادة المبدع الأستاذ قبريال ارنست من منتسبي كلية الموسيقى بجامعة جوبا أضف  للقائمة سانتو مليك و استانسلاوس فايدا من المبدعين ، ولعّل السبب الأساسي يكمن في تفوق هذه الكليات على مثيلاتها في الشرق الإفريقي مما قلل من أثر التلوين والتشكيل الشرق- إفريقيين على هذا المجال في الدولة الوليدة،حملة (أنا تابان) التي تنظم جوبا هذه الأيام  والتي تسعي  تعزيز السلم الإجتماعي حيث يُشارك فيها تشكيليون جنوب سودانيون، في العام 2006م حط بجوبا الفنان التشكيلي  الإريتري داني دفلا [11]،  لكن الفترة الزمنية التي لم تتعدي العام من الإستقرار دفعته لعدم مواصلة نشاطه التشكيلي بعد أن أسس إستديو بجوبا لكنه تحول محل للدعاية والإعلان، لم تُسجل سجلات الفن التشكيلي لفنانين سودانيين أو أجانب أي حراك في فترة ما بعد الإنفصال وحتى الآن.
المشهد الغنائي و الوجداني المشترك :
النجاح غير المسبوق لفرقة كوتو[12] و التي أُسست في الخرطوم منذ العام 1994م  على يد ديريك الفرد، إستيفن أفير أوشلا والسماني لوال ، و التي تعرف شعبياً على نطاق واسع بإسم فرقة كواتو نسبة للمسرحية التي أدتها الفرقة و التي حملت نفس الإسم  والتي تؤدي أعمالها  المسرحية والغنائية بلغة عربي جوبا  جانب الإنجليزية لم تتمكن من مواصلة نموها في تربة جنوب السودان ، فكواتو رهان لازال يُمكن أن يؤسس لمنهج فلسفي يرفد الواقع الجنوب سوداني بالكثير ولا سيما وأن من أولى التحديات هو كسر حاجز الإختفاء عن الجمهور العريض ، الذي تشكل وجدانه وتأثر بتلك التجربة الرائدة، بالرغم من ذاك الغياب فالساحة تشهد حضوراً لفنانين يؤدون بلغة عربي جوبا أمثال سي جي أومان، مستر لانق وسلفا إكس، غاب عن الساحة بعض الفنانين مثل الفنان شول الذي يتعافى من المرض وهو أحد النجوم الذين الذين ظهروا في برنامج نجوم الغد التلفزيوني في السودان الشمالي بالإضافة  الفنانة فيفيان التي ذاع سيط أغنياتها في البلدين .
الأغنيات الشعبية المرتبطة بالمناسبات الإجتماعية مثل حفلات الحنة والأعراس في دولة جنوب السودان لا تختلف عن السودان  [13]( قال مصطفي  في فبراير 2014م  زرت مدينة جوبا للمرة الخامسة كانت زيارة عمل مع ثلاث  أصدقاء أحدهما فرنسي الجنسية، والآخرين كندي وزيمباوي، كان مقام النزول فندق بحي ملكال بوسط جوبا، في الليلة الثالثة خرجنا للبحث عن العشاء ولم نغفل تحذيرات الفندق بعدم السير بعيداً في توقيت الثامنة مساءاً فقد كانت وجهتنا غير بعيدة عن الفندق، تفاجئنا في ذاك الشارع الذي أُغلق بخيمةٍ للمناسبات بصوت فنانة تصدح بأغنيات السباته التي صارت مشهورة في بيوت الأعراس بالسودان، صدحت المغنية، التي أجبرتنا على ترك البحث عن العشاء للإنضمام إلى زمرة العابرين الذين استوقفهم ذاك الحدث، لتُسمعنا أغنية راجل المره ده حلو حلاه التي فشلت في ترجمتها لأصدقائي وفق كلماتها ).
لابد من الإشارة  أن الوجدان المشترك بين شعوب السودانيين لا يجب أن يُحكم عليه بأدوات سياسية، فالقطيعة السياسية والتوترات بين السودانيين لأسباب لا مجال للخوض فيها هنا تُمثل مرحلة تاريخية وأثر لعوامل سياسية محددة، فالوجدان المشترك بين هذه الشعوبـ، وظل ممثلو هذه الشعوب من الرواد يُمثلونها في محافل كثيرة، فحضور الراحل محمد عثمان وردي الملقب بـ( فنان إفريقيا الأول ) لمحفل إعلان إكتمال إنفصال الجنوب كدولة مستقلة، يُمكن وضعه في خانة التأكيد على أن الحدث السياسي لا يُمكن له أن يُحدث القطيعة الوجدانية، فهو محفور في ذاكرة الأغنيات والشجن والسلالم الموسيقية ، قصدت من هذه المقدمة أن أُشير إلى بعض الأغنيات التي تُشكل تاريخ وجغرافيا لهذا الوجدان المشترك مثل أغنية ( الأسكلا )، و( جوبا مالك عليا) و( مسافر جوبا) ( فيفان ) وغيرها من الأغنيات، الوجدان المشترك وضع لبناته على مر التاريخ السوداني، يقول عبدالكريم [14]: ( في 1972كانت هنالك زيارة للرئيس الأسبق جعفر نميري  منطقة توريت ، سبقت الزيارة بيوم دعوةٌ من قبل قائد الحامية للتجار بالسوق لحضور الحفل الغنائي المقام على شرف الزيارة والذي سيُحييه الفنانان الراحلان  عبدالعزيز أبو داود  و النعام ادم و خضر بشير ، ورغم أن مسرح الحفل هو الحامية إلا أن الدخول يظل متاحاً للسكان المدنيين )،  رابطة معجبي الراحل محمود عبدالعزيز بجنوب السودان تُشير  مدى كسر الفن للحواجز السياسية، بل الزيارات الفنية للعديد من الفنانين السودانيين أمثال الفنان النور الجيلاني والفنان شرحبيل أحمد تؤكد إرتباط الأواصر الفنية بين الشعبين.
الهوامش :
[1] ويكيبيديا الموسوعة الحرة.
[2] إفادة من خالد حبيب الله ، تنحدر أصوله من مدينة أم دوم بشرق النيل ، قضى 41 عاماً بجنوب السودان و دول الشرق الإفريقي 4 أكتوبر 2016م.
[3] مقابلة مع عبدالكريم خير السيج – تنحدر أصوله من منطقة المغاوير بالإقليم الشمال سوداني قدم  لجنوب سوداني  في عام 1975م و عاش فيها  حتى 1978 قبل أن ينتقل للعمل التجاري بين مدن شرق إفريقيا بالكنغو  ويوغندا و رواندا و لم تنقطع سلته بجنوب السودان  الان – 14 اكتوبر2016م.
[4] لفظة جلابة  توصيف إقتصادي ظل يشير  إلى التجار الشمين بجنوب السودان .
[5] وفقل للموقف الثقافي في 28 سبتمبر 2016م  تحت عنوان تاريخ ومعالم ( مونو- كي الغابة و ماوي الحيات) و في سياق التقصي لمعاني اسماء احياء جوبا فقد ورد أن معنى لكمة منوكي المكونة من مقطعيين مونو –كي  يعود أصلها للغة الباريا  تعني الحية التي بالأعلى .
[6] تم تقصي الأسماء بعد مقابلة بيدال مارسيل ، طالب جامعي ، تنحدر أصوله من مدينة جوبا ، في 13 أكتوبر 2016م .
[7] إحصائية استقصاها الكاتب من الصحفي و الأديب الاستاذ أتيم سايمون 2 أكتوبر 2016م.
[8]  المصدر السابق
[9] صحيفة الموقف الثقافي -  بتاريخ    2016م.
[10] إفادة  من محمود أحمد ، اريتري الجنسية في 5 أكتوبر 2016م.
[11] سامي إبراهيم موسي ،  سوداني إريتري ، عمل في السودان ، جنوب السودان ، أسمرا، كمبالا و نيروبي 5 اكتوبر 2016م.
[12] كوتو تعني الحجر المقدس عند التبوسا ، افادة من الاستاذ السر السيد 12 اكتوبر 2016م.
[13] مصطفي (فضل حجب إسمه) ناشط حقوقي سوداني – مقابلة 5 أكتوبر 2016م.
[14]  مقابلة مع عبدالكريم خير السيد 13 اكتوبر 2016م أحد التجار السودانيين بدأ التجارة بجنوب السودان وشرق إفريقيا في العام 1966م تنحدر أصوله من مدينة شندي بشمال السودان.



 الصورة من محرك البحث قوقل 





ليست هناك تعليقات:

عبدالكريم "أبوسروال" : وداعك علي خاطر الإنتظار (5-5)

أبوذكيه الذي بدا حياته بالنقل البحري لينتهي به الحال تاجرا بالكنغو تتردد سيرته كثيرا، سالته يا عبدالكريم قالوا كنت من السواقين بين الكنغ...