الثلاثاء، 30 أغسطس 2016

بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لحفظ السلام بدارفور ..(سيد الجنقور)!

ليس خافيا علي أحد بأن مهمة بعثة قوات حفظ السلام بالبعثة المشتركة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي المتواجدة علي الأرض بإقليم دارفور هي حماية المدنيين حسب التفويض الممنوح لها  , و لأجل ذلك وفرت لها الإمكانيات لأداء تلك المهمة .
ظلت البعثة طوال فترة تواجدها بالإقليم  تترنح يمينا ويسارا قبل أن تستكين تماماَ في موقع  (المتفرج) كمرحلة , أولي قبل أن تهوي الي درك سحيق يمكن معه أنزالها الي مرتبة (التؤاط ) مقارنة بما يمنحها التفويض من مهام وصلاحيات .
لأ أود أن أرمي التهم جزافاَ دون سند , فحين تعرضت لها بالوصف في مراتب (الفرجة) تتبعا لحالة التخبط الذي ظلت تعانيه البعثة خلال سنين تواجدها بالأرض , فمن البديهي أن يكون لها خطة واضحة عن طريق أنفاذها يمكن أن تصل الي أداء المهمة المنوط بها ,ومن المهني أن تكون لها خطة بديلة في حال فشل الخطة الأولي ,لأن المهمة ليست باليسر الذي يدفع للاستهانة بها ,لكنها  ظلت في حالة توهان كان يجدر بها أخلاقيا  وإنسانيا في حال استعصاء الامر عليها أن تعلن ذلك صراحة ,فلاهي أحتجت بأن التفويض يشوبه قصور لا يمكن معه أداء المهمة ولا فعلت ما أنعكس أيجابا على الواقع , بل أكتفت بالفرجة من علي( المقصورة) الرئيسية  .
أنتقل الحالي الي تؤاط مريب , فالتفويض الممنوح لها لحماية المدنيين ,لكن ظل تعاملها مع الأمر وكأنها في بعثة  دورها هو التستر علي ما يحدث بالأرض  من انتهاكات  ,فكل ما فلحت فيه البعثة أنها تماما و تنازلت عن صلاحيات تفويضها دون أن يطرف لها جفن أو أصدق ما يقال في وصفها كأنها (وحدة حكومية) تتامر بأمر الدولة.
فحين صرح والي شمال دارفور في 3 مارس 2014 بانه ليس بمقدوره كبح جماح حالات انعدام الأمن بالمدينة وأن الامر بيد السلطة المركزية ,كان لزاما علي البعثة ,و استنادا علي ذلك التصريح ان تنهض بدورها الذي ذكرها بها والي الولاية ,لكن (سيد الجنقور  ما عندو رأي ).
تدليلا علي ما سبق والشواهد كثيرة ظلت البعثة بعد أن تنازلت عن مهمتها الاساسية تصل الي موقع الحدث بعد وقوعه ,فثمة سؤال اليس من واجبها وفقا لفرق الخبراء وجيوش العاملين أن تكون لها خرط مفتاحية تشير الي احتمالات الازمة في مناطق محددة وحيز زمني ؟
حسنا فالبعثة لا تملك ما يمكنها علي التحليل و التنبؤ لتتحرك قبل فوات الأوان ,اليس من الواجب أن تتحرك الي موقع الحدث بعد وقوعه مباشرة ؟ ببساطة هذا لا يحدث لأن البعثة المشتركة تنتظر أذنا من السلطات !!! وهنا مربط الفرس ,فالسلطات ببساطة هي حكومة السودان ,أذن هو لعب علي الدقون ,أن تنتظر الأذن من أحد أطراف الصراع للتدخل !
فهل للتواطؤ معني أخر ؟
 بالطبع السلطات ظلت علي الدوام لا تمنح ذلك الأذن, في حالات قليلة يتم منحها بعد إنقضاء فترة يكون فيها المدنيين قد نزحوا تماما, تعفنت الجثث, و أصبحت القري رمادا يوازي في بؤسها حسرة المغتصبات.
أن أستمر الحال كهذا فمن الراجح أن البعثة تسعي بكامل أرادتها لتصبح شريكا أصيلا فيما يجري ,فلا سبب يحول دون قيامها بدورها و لا عذر يشفع عند الفشل في القيام بذلك سوي الوضوح و إعلانها ,لكي يزال الستر الذي ظلت البعثة تستر بها عورة الانتهاكات دون وازع.
كسرة :
علي البعثة أن تمعن النظر في الدور الطوعي الذي قام به مواطنو منطقة (بليل) بجنوب دارفور في يوم 26 فبراير 2014  بعد الاعتداء علي 27 قرية حرقا , وإجبار 50000  من المدنيين علي النزوح ,تداعي أهل المنطقة(بليل) التي قصدها الفارين للوصول الي مدينة (نيالا)  حين علموا بالأمر ليخرجوا الي (الخلاء) يجرون عربات ( الكارو ) كانت مهمتهم محددة وواضحة  وهي أنقاذ الاطفال الهائمون علي وجوههم  فرار من الموت .
فانتهت المهمة التي تستحق كل أنحاء وتقدير بإنقاذ 55 طفلا بينما عاجلت المنية عطشا وإرهاقا خمسة أخرين ….
(درس لم يستعن فيه سوي بسقف الإنسانية والأخلاق وعربات الكارو).

ليست هناك تعليقات:

عبدالكريم "أبوسروال" : وداعك علي خاطر الإنتظار (5-5)

أبوذكيه الذي بدا حياته بالنقل البحري لينتهي به الحال تاجرا بالكنغو تتردد سيرته كثيرا، سالته يا عبدالكريم قالوا كنت من السواقين بين الكنغ...